في ندوة «رحلة الزمن الجميل» بالعرائس جلال الهجرسي: العرض نموذج للمغامرة والخيال

في ندوة «رحلة الزمن الجميل» بالعرائس جلال الهجرسي: العرض نموذج للمغامرة والخيال

العدد 553 صدر بتاريخ 2أبريل2018

أقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الأسبوع الماضي ندوة حول عرض العرائس «رحلة الزمن الجميل»، وذلك في إطار الندوات التطبيقية التي يقيمها المركز، أقيمت الندوة عقب العرض مباشرة بحضور الناقد والفنان جلال الهجرسي، والناقد محمد مسعد، ومخرج العرض محمد نور الدين، وأدار الندوة الباحث علي داود.
الناقد جلال الهجرسي أعرب عن سعادته البالغة وانبهاره بالعرض، مشيرا إلى أن إقامة ندوة في مسرح العرائس تعد سابقة للمركز القومي، تؤكد اهتمامه بمسرح الطفل.
وقال الهجرسي إن «رحلة الزمن الجميل» يعد العرض الثاني الموجه للأطفال، وأن من الرائع أن تتوجه الحركة النقدية والتوثيقية لعروض مسرح العرائس، مؤكدا أن المسرح الموجه للطفل يعد من أخطر وأهم المسارح نظرا لدوره التربوي.
جلال الهجرسي وجه عددا من الأسئلة لمجموعة من الأطفال الذين شاهدوا العرض، ومنهم الطفل «عمر» الذي أعرب عن سعادته بمشاهدة العرض قائلا: «المسرحية جميلة».
بينما قالت الطفلة «شهد» الجميل بالعرض هو أبو الهول والحضارة الفرعونية، وقال «عمر» إن أكثر ما أمتعه في العرض هو التاريخ المصري وآلة الزمن التي تأخذ أبطال العرض إلى أزمنة مختلفة. وعقب مداخلات الأطفال قال الهجرسي: جمهورنا مختلف، فنحن نتوجه في مسرح الطفل إلى أكثر من مرحلة عمرية، تختلف ما بين سن الخيال، وسن المغامرة، ومرحلة الرومانسية، والعرض هنا يتجه إلى المرحلة العمرية الخاصة بالمغامرة، وهو عرض مثير للخيال، تتحدث فيه العرائس من خلال منطق الإيحاء، وليس مطلوبا من الأطفال في هذه المرحلة أن يدركوا كل ما يحتويه العرض، ولكن أن يتأثروا بالقيمة الجمالية، ويتعاملوا معه بخيالهم ووجدانهم ومساحة المعلومات التي يمتلكونها.
ووجه الهجرسي الشكر للاعبي العرائس الذين وصفهم بـ«صندوق جواهر مصر»، مؤكدا أنهم يقومون بتوصيل المعنى بصدق، وأنه انبهر بالعرض وتعامل مع العرض بخيال طفل.
الهجرسي قال أيضا إن فن الأداء الدرامي بدأ بالعرائس ومشتقاتها من خيال الظل والأرجواز، وفنون الإنشاد الديني التي قدمت من معالجات فنون العرائس.
وختم جلال الهجرسي بأن فن العرائس يستفيد بالتبعية من التطور التكنولوجي الحادث، موجها الشكر لفريق عمل «رحلة الزمن الجميل»، ومتمنيا أن يكون العرض هو الحلقة الأولى ضمن مسلسل من العروض التي تتحدث عن العصور المختلفة التي مرت بها مصر.
وقال الناقد محمد مسعد إن إقامة ندوة تخص مسرح الطفل وبحضور الجمهور الحقيقي وهو «الطفل»، هي فرصة جيدة لمتابعة مسرح الطفل بشكل عام، ومسرح العرائس بشكل خاص.
وأضاف مسعد أن مسرح العرائس والطفل من أهم مسارح البيت الفني، مشيرا إلى أن فرق هذه المسارح لديها جمهور حقيقي توجه له رسالتها، كما أن لها القدرة على جذب الطفل، والتواصل معه، مشيرًا أيضا إلى أن مسرح العرائس لديه الكثير من المميزات، وأن كوادره متوفرة في أكثر من عرض واصفا إياه بـ«بيت خبرة مسرحية».
وأوضح الناقد محمد مسعد أن العرض المسرحي دوره الحقيقي هو تنمية الطفل، بداية من السلام الوطني الذي يحمل قيمة كبيرة، بالإضافة إلى ما يقدمه. أضاف أن عرض «رحلة الزمن الجميل» يتحدث عن جزء مهم من تاريخ مصر وأنه استطاع أن يربط الأطفال بتاريخ أجداده، خاصة بعد أن اعتادت أبصارهم رؤية ما ينشره الغرب الأوروبي، والقدرة على ربط الحاضر والمستقبل بالماضي، وأيضا إذابة بعض الأشياء التي تحجبها الثقافة المجتمعية مثل علاقة مصر بالتوحيد، ودور إخناتون في نشره.
وتابع: «ملاحظات الطفل على العرض أهم بكثير من رأي النقاد، وذلك يظهر من خلال تعبيرات الطفل واستمتاعه بالعرض، وقبوله له».
بينما أوضح المخرج محمد نور مدير مسرح العرائس أن مسرح العرائس يحاول دائمًا أن يقدم عروضا ممتعة ومبهرة، ويضيف قيمة ثقافية للجمهور، ليست مقتصرة فقط على الأطفال، موجها الشكر إلى المركز القومي لإتاحته الفرصة لمناقشة عرض «رحلة الزمن الجميل».
وأشار الفنان محمد نور إلى أن العرض نتاج مجهود جماعي، فالنص تأليف يحيى زكريا، وتلحين كريم عرفة، وديكور الدكتور محمد سعد، بالإضافة إلى أن تصميم العرائس بمبادرة من مجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة في تصميم العرائس، وهي البداية الأولى لهم في الاحتكاك بالمسرح، أشرف عليهم الدكتورة أمينة يحيى، والدكتور ناجي شاكر، بالإضافة إلى مجهود جميع فناني العرائس، وفنيي خشبة المسرح الذين قدموا جهدا كبيرا حتى يخرج العرض بهذا الشكل، وهو من العروض الصعبة فنيا وتقنيا.
واختتمت ندوة عرض «رحلة الزمن الجميل» بمجموعة من المداخلات والأسئلة من الأطفال، أجاب عليها المخرج محمد نور مدير مسرح العرائس، فعن سؤال: لماذا لا تحتوي العرائس على عينين وملامح واضحة؟ قال إن مصمم العرائس يقدم رؤية تشكيلية تعتمد على خيال المصمم، وأن من المتعارف عليه أن العرائس لا تكون صورة طبق الأصل من الصورة الآدمية.
وعن لماذا سمي بطل وبطلة العرض بـ«مرزوق ومرزوقة»، أجاب: لسهولة نطقهما وسرعة حفظهما وتذكرهما بالنسبة للأطفال. الطفل يحيى محمد مسعد علق على العرض قائلا: «رحلة الزمن الجميل» يعرض تاريخنا الفرعوني، وهو «تاريخ قوي».
 

 


رنا رأفت- ياسمين عباس