على خلفية رحيل فناني الأقاليم وآخرهم سامح فتحي مطالب باجتماع قريب لمناقشة مشكلاتهم

على خلفية رحيل فناني الأقاليم وآخرهم سامح فتحي مطالب باجتماع قريب لمناقشة مشكلاتهم

العدد 549 صدر بتاريخ 5مارس2018

العدالة أساس التقدم والعدل أساس الملك، ولكن ماذا إن لم تتوافر تلك الآلية.. هل ستتقدم المنظومة؟ هل ستؤدي حتى جزءا من عملها؟ بالطبع لا.. هذا ما نحن بصدده اليوم بمنظومة وزارة الثقافة التي تتعامل مع الفن بمكيالين: فن أكاديمي وفن الغلابة، رغم أن قاعدة الاستقبال واحدة وهي الجمهور.. أيضا فن الغلابة يصل أسرع، لأنه من الناس ويعبر عنهم.. ومن معوقات الوصول للهدف عدم وجود نقابة تضمن حقوق هؤلاء الفنانين في حالة العجز أو الوفاة، فأي إهانة للفنان بعد موته أن لا تجد أسرته ما يعينها على الحياة بشكل كريم.. هناك بعض المبادرات التي سعت لعلاج هذا الأمر، ففي مبادرة ليست الأولى من نوعها أطلقها الفنان عزت زين عضو جمعية مسرحيين، حيث قال: إن وفاة المخرج المسرحي سامح فتحي الذي توفي أثناء بروفته للعرض المسرحي الذي يخرجه لفرقة المنيا القومي ليس الحدث الأول من نوعه، بل سبقه كثيرون ممن وافتهم المنية أثناء التحضيرات على سبيل المثال المخرج سمير العدل والمخرج حافظ أحمد حافظ وغيرهم الكثير.
هذا بالإضافة إلى الحوادث والإصابات لأبناء كيان الثقافة الجماهيرية أثناء الانتقال أو العودة من أماكن فرقهم التي غالبا ما تكون بعيدة عن ذويهم وأسرهم، دون أن تتكفل نقابة معنية بمؤازرتهم.. كما أن هيئة قصور الثقافة تتعامل معهم طبقا للتعاقد بالقطعة وهذا - على حد وصفه - ليس من العدل.
المخرج عادل حسان ناشد الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة التدخل وتقديم شيء من المساعدة لأسرة المخرج الراحل سامح فتحي.. كما أطلق الدكتور سيد الإمام بمبادرة لبحث الأمر جديا ولاقى استجابة واسعة، وجاري الاتصال والتحضير لاجتماع يناقش المشكلة، وطالب المخرج عصام السيد فناني الأقاليم بإنشاء رابطة بعيدا عن الحكومة وتعقيداتها ومعاشاتها، وكان قد اجتمع مجموعة من الفنانين من بينهم المرحوم سامح ولم تسفر الاجتماعات عن شيء.
وقال الفنان محمد قطامش إن النقابة موجودة بالفعل ومشهرة ولها حساب بنكي، كنقابة مهنية مستقلة تتبع وزارة العمل، كما قال: المشكلة تكمن في أن كل واحد يريد نقابة على مقاسه ووفقا لرغباته واحتياجاته.
أما الفنان منير مكرم عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، فقد أوضح أن القانون هو من يتحكم في مثل هذه الأمور، وأن النقابة ليست طرفا في الموضوع، مشيرا إلى أن النقابة لديها 11 شعبة مسئولة عن الأعضاء وأسرهم، وأن من فناني الثقافة من هو مدرج تحت قائمة نقابة أخرى، حيث إن الثقافة الجماهيرية بكل نشاطاتها تندرج تحت قائمة الهواة، مما يشكل لغطا حول معرفة من له عمل آخر ممن ليس له عمل إلا الفن. وبسبب عدم التحكم بالموضوع لكثرة عدد الرواد الهواة، فالموضوع أشبه بالمستحيل مع كثرة عدد الشُعب الموجودة بالنقابة بالفعل. وأضاف: أنا إنسانيا أعلم أن الموضوع إنساني بحت، وقد تمت مساءلتنا قانونا عند مساندتنا في موضوع أحمد راسم (رحمه الله) من قبل، فالموضوع معقد بالفعل والحل ليس في النقابة.
الدكتور سيد الإمام أستاذ المسرح بقسم النقد والدراما قام باتصالات مع أصحاب المبادرات وتم التواصل مع المخرج إيمان الصيرفي رئيس مجلس إدارة جمعية مسرحيين المشهرة عام 84 – 85، الذي أكد أن الجمعية مقامة بالفعل على أرض الواقع، وتابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وتوالى على إدارتها أدباء وفنانون منهم سمير سرحان ومحمد أبو العلا السلاموني وعباس أحمد، وكان قبول العضوية بها يتم وفقا للائحة الداخلية للجمعية. تابع: الجمعية زادت نشاطاتها بأسلوب مبالغ فيه، نتيجة للائحتها الموضوعة، فقامت بعمل المهرجان الموازي للـ100 ليلة، الأمر الذي سبب إزعاجا للإدارة، ومن بعدها تم سحب المقر، ولم يعيقنا هذا، ولكن ما أثر في عمل الجمعية هو التكاسل وعدم دفع الاشتراكات مما جعل خزينة الجمعية خاوية، رغم أن الاشتراك السنوي قيمته 10 جنيهات. تابع: الجمعية ما زالت مفتوحة وقائمة على أكتاف مجموعة من الأفراد المتحمسين.
اتفق الفنان مجدي عبيد أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية مسرحيين مع الصيرفي، مضيفا أن هناك معوقات داخلية وخارجية لعمل الجمعية تقوم بها بعض الكيانات الأخرى التي تريد هدم كيان الثقافة الجماهيرية.
الفنان محمد قطامش صاحب مبادرة نقابة فناني الأقاليم قال هي نقابة مهنية مستقلة مشهرة، ولها حساب بنكي، ولائحة داخلية، وتتبع وزارة العمل، وكان هدفها الارتقاء بالفنان الإقليمي. تابع: المركز الرئيسي للنقابة متحرك بكل المحافظات وهناك لجان فرعية، كان يرأس لجنة بورسعيد الراحل سامح فتحي (رحمه الله)، ويتم تقسيم دخول الصندوق، جزء للمعاش وجزء تتحكم فيه النقابات الفرعية.
تابع: اتصلت النقابة بالمحافظات، ولكن رفضت محافظة الإسكندرية اعتراضا على الاسم، ولأنهم يرون أن الإسكندرية كيان مستقل، وقد توقف نشاط النقابة بعد نشاط ملحوظ، ربما نتيجة حدوث انقسام بين فناني النقابات الإقليمية، فمنهم موظفون بالحكومة وآخرون غير موظفين، إلى جانب مشكلة الأنا، ولم يشفع للنقابة أعداد الموهوبين بها، وتم توقف عملها بسبب تلك الانقسامات، ومشكلات خارجية أخرى، كالوساطة والعنصرية بكل أنواعها التي تندرج تحت مبدأ العوز النفسي والمادي، وبسبب عدم المتابعة وعدم تجديد الاشتراكات رغم أن النقابة مستمرة اسما.
الأستاذ عبد الله رجال قال: كثير من فناني ا?قاليم خاضعون لنقابات أخرى، كالمعلمين والمحامين.. إلخ، وهو ما يخلق التشتت، مضيفا: نحتاج لمن يؤمن بهذا الحق ولمن يبلوره بصياغة قانونية تحكم الدخول المادية والتصرف فيها، ويرجو من كل من له علاقة بالكتابة أو الإعلام أن يكتب عن الموضوع بما يمهد للتوصل للحلول.
أما المخرج سمير زاهر فقال إنه يجب العمل سويا من أجل إقامة مؤتمر مسرحي لفناني الأقاليم، وهو الذي توقف منذ أكثر من سبع سنوات، ويكون هذا الموضوع من الأولويات التي يناقشها المؤتمر، بجانب الموضوعات الأخرى التي تهم فناني الأقاليم، فهناك الكثير من المشكلات والصعوبات التي قد تؤدي إلى أن يفقد هذا المسرح دوره وهدفه الحقيقي.
الشاعر والمسرحي أحمد زيدان قال: أتمنى أن يجتمع فنانو الثقافة اجتماعا حقيقيا ويقدمون تصورات واقعية بعد كل تلك التجارب التي ماتت إكلينيكيا بالتراخي وطول مدة العمل عليها. وأضاف: يجب أن يبنى الكيان على أسس وأن نتعلم من أخطائنا ونحدد أهدافنا، وأن نكون أكثر واقعية مع عمل حصر حقيقي بين الموهوبين والموهومين.
ويرجو الجميع من نقابة المهن التمثيلية المشاركة على المستوى الإنساني للوصول لحل مع وزارة الثقافة، مؤكدين على أنه يجب الارتكان إلى كيان معترف به رسميا، يسهم في تحقق المطالب في الاجتماع المقترح الذي من المقرر له مناقشة تجارب الجمعيات والنقابات السابقة وموقفها القانوني واللائحي، وما هي المعوقات التي تقف في سبيلها.
 

 


شيماء ربيع