أفضل مخرج بمهرجان عين شمس محمد عبد الله: الجائزة تمثل لى دفعة قوية وإيجابية

أفضل مخرج بمهرجان عين شمس محمد عبد الله: الجائزة تمثل لى دفعة قوية وإيجابية

العدد 545 صدر بتاريخ 1فبراير2018

محمد عبد الله مخرج عرض “البؤساء” لفريق كلية التجارة جامعة عين شمس، حصل على جائزة أفضل عرض على مستوى جامعة عين شمس، كما حصد العرض الكثير من الجوائز في الملابس والديكور والإضاءة. محمد عبد الله طالب بالفرقة الثالثة لكلية التجارة، قدم الكثير من الأعمال المسرحية منها (سندريلا، إكليل الغار، أورفيوس، الغريب، قابل للكسر، الطقوس، سينما30، البؤساء). عن تجربته مع الإخراج المسرحي لأول مرة، وحصوله على الكثير من الجوائز من خلال هذه التجربة، كان لنا معه هذا الحوار.
 

 - ماذا تمثل لك الجائزة وخصوصا أنها التجربة الأولى لك في الإخراج؟
هذه الجائزة تمثل دفعة قوية لي، وهي بداية الطريق، وأتمنى أن أحافظ على هذا المستوى الفني الذي توصلت إليه.
 - قدمت «البؤساء» فما سبب اختيارك لهذا النص خاصة أنه قُدم كثيرا؟
سبب اختياري لنص البؤساء هو الفيلم وليس الرواية، فقد شاهدت فيلم البؤساء الذي حصل على جائزة أوسكار عام 2011 وقررت أن أقدم هذه التجربة، فعندما شاهدت الفيلم شعرت أنني أستطيع تقديم فكرة مختلفة وجديدة لم تقدم من قبل، وقد تناولت الفكرة برؤية مختلفة عن الشكل الكلاسيكي المتعارف عليه في الرواية.
 - ما المدرسة الإخراجية التي استعنت بها لتقديم عرض البؤساء؟
لم أتبع منهجا إخراجيا بعينه، فأنا لم أدرس المسرح، ولكنني أعشق التمثيل، ومن خلال تقديم مجموعة من الأعمال بوصقي ممثلا كنت أتخيل المشاهد بوجهة نظري، وقررت أن أخوض تجربة الإخراج، ووجدت أن الأمر ممتع ومشوق، ويعتمد على الفكرة والموهبة، ومن خلال هذا المنطلق كان انطلاقي للإخراج، واستطعت أن أقود الأمر بشكل جيد.
- هل قمت بعمل ورشة إعداد ممثل لفريق العمل خاصة أن النص يحتوى الكثير من الشخصيات التي تحتاج إلى دراسة وتدريب؟
جرت العادة أننا نقوم بعمل ورشة إعداد ممثل وخصوصا أن العرض يشارك به بعض الطلاب الذين يقفون للمرة الأولى على خشبة المسرح، لنبدأ في إعطائهم الأساسيات والمبادئ الأولى في التمثيل، وعلى هذا الأساس ننمي قدراتهم، حتى نستطيع أن نصل بهم إلى المستوى المطلوب لأداء الشخصيات، فنقوم بعمل تدريب على الارتجال واسكتشات تنمي داخلهم المبادئ المسرحية.
- ما الصعوبات التي واجهتها في تقديم عرض البؤساء؟
الحقيقة، إننا استطعنا مواجهة المعوقات المالية وتغلبنا عليها، وبالنسبة للمعوقات الإدارية فلم أواجه أدنى صعوبة، وذلك لوجود فريق من المساعدين، بالإضافة إلى المخرج المنفذ، وعلى المستوى الفني أيضا لم تواجهني أية صعوبة فالجميع تعاون معي بشكل جيد حتى يخرج العرض في صورته النهائية.
 - ما الذي يميز مهرجان الاكتفاء الذاتي بجامعة عين شمس؟
الميزة التي تميز المهرجان الذاتي أننا نقوم بوصفنا ممثلين باختيار مخرج من الفريق المسرحي قد لا يسبق له تقديم تجارب إخراجية، ولكننا نكون على ثقة كبيرة في موهبته وفنه، ومن خلال ذلك نقف بجانبه وندعمه وهو ما حدث معي، حيث لم يسبق لي أن قدمت تجربة مسرحية باعتباري مخرجا، وقام الفريق بدعمي ومساندتي بكل طاقتهم حتى نجحنا، وجميع مفردات العرض من ديكور وملابس وموسيقى قام بها طلاب، وما يميز المهرجان الذاتي أيضا خروج مواهب في جميع مفردات العمل المسرحي.
- كيف كانت معالجتك لنص البؤساء؟
قمت بعمل معالجة للنص وحصلنا على المركز الثاني في المعالجة الدرامية، وقد ساعدنا في الإعداد المؤلف والكاتب محمود جمال الحديني، وأود أن أقول إن نص البؤساء من النصوص القوية التي تحتاج إلى فكرة مختلفة، وحتى يتصدر لها أي مخرج فلن يكون أمامه غير طريقين؛ إما أن يقدم النص بالشكل الكلاسيكي المتعارف عليه، أو يقدم النص بفكرة مختلفة، وهو ما قدمته من خلال العرض.
- كيف تخطط لتطوير أدواتك خاصة وأنت في البداية؟
بالقراءة المستمرة والمشاهدة الكثيرة وتنمية الخيال بشكل مختلف، فالخيال أهم الأدوات لدى المخرج والممثل، فكلما كان للمخرج والممثل خيال، كلما استطاع أن يبدع بشكل كبير، وقد استطعت من خلال عرض البؤساء ومن خلال مجموعة الأفكار التي توصلت إليها أن أقدم عملا مختلفا.
 - ما رأيك في الاعتراضات التي أعقبت نتيجة المهرجان؟
بمنتهى الصدق والحيادية، لا أستطيع الحكم لأني داخل المنظومة، ولكن الفن ليس به مجاملات وكانت معظم الاعتراضات هي كيف لفريق كلية التجارة أن يحصد كل هذه الجوائز؟ والحقيقة، إننا اجتهدنا كثيرا، ولا يوجد جائزة حصلنا عليها لم نكن نستحقها، وقد قدمنا أفضل ما لدينا في جميع مفردات العمل من مكياج، وملابس، وديكور، وموسيقى، وإخراج.

- ما رأيك في المهرجانات الجامعية بشكل عام؟
لم أتابع مهرجان جامعة القاهرة ومهرجان جامعة حلوان، ولكن كل ما قمت بالتركيز عليه هو مهرجان الاكتفاء الذاتي بجامعة عين شمس، وكما نعلم إن جامعة عين شمس لديها تاريخ طويل في المسرح وتقدم الكثير من العروض المتميزة، وقد أخرجت الجامعة الكثير من المواهب والنجوم، وأتمنى أن يعاد تقديم العروض المتميزة من جامعة عين شمس، فهناك الكثير من العروض داخل الجامعة قوية ومتميزة، أفضل من بعض العروض الاحترافية، وأتمنى أن تأخذ العروض الحاصلة على مراكز من الجامعات سواء جامعة عين شمس أو الجامعات الأخرى فرصة لأن تقدم على مسرح الدولة، ويتم توفير ميزانيات لهذه العروض، وأعتقد أن هذه العروض سوف تحقق نجاحا وجماهيرية كبيرة.
- لماذا يتجه الشباب للنصوص العالمية؟
هناك مؤلفون عرب ومحليون مبدعون ولديهم كتابات متميزة، ولقد قدمنا العام الماضي نص “طقوس الإشارات والتحولات” للكاتب سعد الله ونوس، وحصلنا على المركز الأول على مستوى الجامعة وفي المهرجان العربي، ولكن النصوص الأجنبية بها خيال أوسع وتعتمد على التعمق في النفس البشرية، بالإضافة إلى أن النصوص الأجنبية لا تعتمد على فكرة الزمان والمكان فهما غير محددين مما يتيح للمخرج مساحة خيال أكبر بينما في النصوص العربية تكون محددة للزمان والمكان.
 - كيف تستطيع فرقة أن تقدم عرضا يتوافر فيه الحد الأدنى من الجودة الفنية؟
مراعاة انضباط العرض في مفرداته، وأن يكون لدى المخرج فكرة يطرحها من خلال العرض، وجميعها عوامل تساهم في تحقيق الجودة الفنية لدى العروض.
 - كيف ترى أهمية مسرح الجامعات للحركة المسرحية؟
مسرح الجامعة يحتوى طاقات شبابية مبدعة، يعملون حبا في المسرح وفي إخراج طاقاتهم الكامنة ولا ينتظرون المقابل، يقدمون أعمالهم بإحساس كبير، ويتفانون فيما يقدمون، وأرى أن هناك ضرورة لاكتشاف وصقل هذه الطاقات، وأن يتم تبني هذه المواهب وتقديمها في أعمال فنية مختلفة على مسرح الدولة وهو أمر في غاية الأهمية.


رنا رأفت