كوميديا «سكر هانم» بين السيد بدير وأشرف زكي

كوميديا «سكر هانم» بين السيد بدير وأشرف زكي

العدد 537 صدر بتاريخ 11ديسمبر2017

 مسرحية سكر هانم 2010م
الأفيش: بالفنط الأبيض أعلى الأفيش: أحمد الإبياري يقدم، حاليًا 10م (بأكبر فنط بعد فنط سكر هانم بالأحمر، فالموضوع يتضمن قصص حب، لأن التأكيد على إتاحة العرض يوميًا وتحديد الساعة هو الأهم إنتاجيًا)، الذي يحتل نصف الأفيش الأفقي الثاني، (رقما هاتف) على مسرح نجيب الريحاني. في منتصف الأفيش صورتا أحمد رزق وطلعت زكريا، على اليمين صور الممثلين - الممثلات (من الداخل إلى الخارج) روچينا، أحمد السعدني، إدوارد، لبنى عبد العزيز، على اليسار (من الداخل إلى الخارج) مروة عبد المنعم، طارق الإبياري، إنچي وجدان، عمر الحريري. أسفل الأفيش بفنط أبيض كبير رؤية جديدة: أحمد الإبياري، تأليف: أبو السعود الإبياري، إخراج: أشرف زكي (بينهما بالفنط نفسه بحجم أصغر، إضاءة: سمير فرج، ألحان: حسن إش إش، كلمات الأغاني: إسلام خليل، ديكور: حسين العزبي، ملابس: نجوى عبد المجيد، استعراضات: مجدي الزقازيقي)
العنوان: كما هو في الفيلم؛ لذا يصدق عليه كل ما قيل عن العنوان في فيلم سكر هانم. مدة المسرحية: ثلاث ساعات (180 دقيقة؛ بزيادة مقدارها الثلث عن الفيلم؛ فتزيد الجرعة الكوميدية بالمقدار نفسه مبدئيًا)
نهاية المسرحية: (تُكتب كلمة النهاية كالأفلام)، وعلى التحية (التي جاء في آخرها لبنى عبد العزيز وعمر الحريري عرفانًا بتاريخهما الفني) بيانات كالأفلام:
موسيقى وألحان حسن إش إش، كلمات الأغاني إسلام خليل
فنان الديكور: حسين العزبي
فنان الملابس: نجوى عبد المجيد
فنان الاستعراضات: مجدي الزقازيقي
توزيع موسيقي: محمود صادق
فنان الصورة والإضاءة: سمير فرج
مونتاچ: محمد البطاط
تم التصوير بمسرح نجيب الريحاني
مخرج منفذ مصطفى سالم، عبد المنعم مصطفى، صلاح الحاج
إدارة الإنتاج عاطف رزق، محمد قابيل
إنتاج: أحمد الإبياري
تأليف: أبو السعود الإبياري (اعتبر أحمد الإبياري مؤلف الفيلم (وهو أبوه «أبو السعود الإبياري «) مؤلف المسرحية أيضا (وفاء فني وأسري، وانتهت المسرحية بالفنان طارق ابنه يقبل رأسه = وينشأ ناشئ الفتيانِ منا.. على ما كان قد عودهُ أبوه)، ويكفي هذا فائدةً لتحوّل فيلم كوميدي إلى مسرحية).
إخراج: أشرف زكي.
إخراج تلفزيوني محمد الشريف
المقدمة: بخط أبيض يملأ الشاشة، وبه لمسات سوداء عند الحواف كخطوط الإعلانات قديمًا (المسرحية تتضمن فنًا كوميديًا فريدًا يريد المنتج به استعادة أمجاد ماضٍ عن طريق استعادة طقسه بالكامل)، أحمد الإبياري يقدم
سكر هانم (بالفنط نفسه)
تأليف أبو السعود الإبياري (أيضا بالفنط نفسه)
إخراج أشرف زكي
إخراج تلفزيوني محمد الشريف
(ثم تنكشف الستار الزرقاء، كلون أيقوني للذكورة) عن راقصين وراقصات يرتدون أزرق وأحمر بتبادلية أن يرتدي بعض الرجال أحمر وبعض النساء أزرق (الفيلم يلعب على تنكر رجل في شخصية نسائية؛ أي تشويش كوميدي مؤقت للحضور الذكوري والأنثوي)، مع توسط أفش لفيلم سكر هانم بالأبيض والأسود، ثم استبدال أفيش سكر هانم (مع فنط عصري) المسرحية به، وعناصر الرقص يمثلون الجوقة؛ فيغنون بمضمون العرض المقدم؛ أنه مبني على من رسخ في وجداننا الكوميدي من عناصر التمثيل في فيلم سكر هانم.
صورتا أحمد رزق مع اسمه وطلعت زكريا مع اسمه (بالفنط نفسه ولكن بحجم أصغر، وما يلي كذلك) يمينًا ويسارًا على الترتيب (البطولة في المسرحية بين طرفي الصراع الفنان المبدع والعقلية المالية المتحجرة)
صورة لبنى عبد العزيز (عبارة نجمة السينما: قبل اسمها)
صورة، والكتابة: الفنان القدير عمر الحريري (يرتدي وردة حمراء مبالغ في حجمها (كان يجسد في الفيلم دور ابن أخ «فتافيت السكر «، واسمه «فريد أبو وردة «= تنبيه مبكر للتناص الأدائي المتداخل في المسرحية)
في حركة راقصة وهي مبتسمة (صورة واسم روجينا)
بامتعاض كوميدي (صورة واسم إدوارد)
بابتسامة كبيرة على وجهه (أحمد السعدني)
بابتسامة كبيرة على وجهها (مروة عبد المنعم)
بابتسامة كبيرة على وجهه (طارق الإبياري)
بابتسامتها الطفولية المميزة (صورة واسم إنچي وجدان)
بابتسامة حماسية (ناجي سعد)
بأداء راقص، على اليمين اسم وصورة حبشي، وعلى اليسار صورة واسم راندا إبراهيم.
(بعودة إلى الفنط الكبير)، رؤية جديدة: أحمد الإبياري.
الفصل الأول (من الدقيقة 4 إلى الدقيقة 88) يستفيد المخرج من مقولة القصري الكوميدية (أنا جنبك أبقى ميرلين مورنو) فيجعل المشهد الافتتاحي في ملهى أمريكي تحتل صورة عملاقة لمارلين مونرو المشهد فيه (وكما أنها رمز أمريكي سينمائي باقٍ، نحن لدنيا رموز سينمائية مصرية باقية)، وثمة تداخل بين عناصر الرقص كجوقة، وتجسيدها لعناصر راقصة في الملهى الأمريكي (وهو ما يسميه الباحث: «تعدد أدوار متزامن»)، وتستفيد المسرحية من سبب منع إسماعيل ياسين من التكرار الناجح لتجربة تمثيل دور أنثى في فيلم الآنسة حنفي؛ فتدعو جوقة الراقصين بالغناء إلى التأمل في محاسن الأنثى من منطلق الذكورة والحذر من صرعات التحوّل المشين، العالمية. تبدأ المسرحية بداية شارحة للوسط الذي تعيش فيه العمة في أمريكا (تحوّل درامي أضعف البداية القوية في الفيلم لشابيّن يطاردان فتاتيّن). فنجد العمة (لبنى عبد العزيز) في ملهى بأمريكا، تتحدث مع صحافيين يغطون مؤتكر صحافي لها كثرية كبيرة، ومع صاحب الملهى (ناجي سعد)، عن مصر وجمالها المادي والمعنوي بمونولج مسجوع يكشف عن حبها الشديد لمصر، ورفضها للاستمرار في استثمار أموال زوجها الراحل في البترول الذي جعل الدول تخرّب دولاً أخرى، ولقب زوجها المشمشي (الفيلم يقول عنه الحموي، كنوع مشمش ممتاز كان معروفًا حتى السبعينات)، والمونولوج تناول رغم طرافته قضايا هامة مثل الوحدة الوطنية، وأنها ستعود إلى مصر بعد 25 سنة، للرفق عن طريق أموالها بالإنسان لا الحيوان الذي يتشدق ناسيّو الإنسان بها. وخلق عالم للعمة من صديق أمريكي ومديرة أعمال يعد تحوّلاً دراميًا جعل شخصية العمة أكثر واقعية، وجعلنا نعلم عنها معلومات أكثر. وتظهر «فتافيت السكر» في رداء أبيض من قطعتين (تاييور)؛ تعبيرًا عن برائتها. وعنوان المشهد التالي للمسرحية المكتوب على الشاشة هو «شقة الممثل االمغمور نبيل المنيّلاوي». وخادم شقة «نبيل» اسمه «نعناع» مثل الفيلم (أحمد حبشي) يرتدي مريلة مطبخ بمربعات حمراء وبيضاء، وبابيون أسود (كأنه من أصحاب الياقات البيضاء)، ويكون ذلك معادلاً للذكاء الذي يحاول أن يرتقي به من طبقة إلى طبقة باستغلال السيد «فريد» والحصول منه على أموال كلما قدم له خدمة مهمة؛ لدرجة أنه يحاول طلب أن يأخذ شقة «نبيل» باعتباره يملك شراء غيرها، وقد استفادت المسرحية من الكوميديا التي تحدثها المغالطات الكلامية، مثل (ينزل عليك الوحل - بدلاً من الوحي) من «نعناع» في الفيلم والمسرحية، ثم نرى مشهد مجيء «سكر» إلى «نبيل» للاقتراض، ويرتدي «سكر» ملابس عليها ميكي ماوس (هو طفولي مستعد للعب دور جديد) وألوان ملابسه يغلب علب عليها الأزرق أكثر مع الأحمر (التشبه بالنساء مجرد لعبة مؤقتة لغرض)، مع تحوّلات درامية تثري الكوميديا في الفيلم، فنجد «سكر» يحكي عن حبيبة غادرته منذ عدة سنوات؛ وهذا يبرر عدم شراهته للقبل مثل «سكر» الفيلمي؛ الذي قد يجلب الرثاء لحرمانه العاطفي أكثر من الكوميديا النابعة من صمت الشابيّن مرغميّن عن تقبيل فتاتيّهما. ثم إن «سكر» له ماضٍ عبثي مع «قدري» (والد نبيل) حينما كان، بوساطة «نبيل» مجندًا تحت قيادته كضابط جيش كانت رتبة اللواء تنتظره لولا استخدام «سكر» لدبابة في شراء سجائر للأب. وكذلك فإن «سكر» ممثل مغمور مثل «نبيل»؛ وهذا التحوّل في المسرحية يجعل الاحتكاك الكوميدي بينهما أكثر، كما وردت في المسرحية التضحية التي قام بها «سكر» بالامتحان في الثانوية العامة بدلاُ من «نبيل». ويأتي «فريد» (إدوارد) وتظهر عليه السذاجة، ويؤكد (أحمد السعدني) اللاإيهامي بتذكير إدوارد بتقليد حركاته الراقصة في فيلم كوميدي (ما أسميه تناصًا أدائيًا مع اختلاف الوسيط). ويرتدي «فريد» ملابس بلون بترولي (العمة استغنت عن البترول لتأتي وترعاه هو)، وتتصل العمة ب «فريد» من الفندق الذي تقيم به في مصر لتستعجل لقاءه بعد أن قررت الاستقرار في مصر. ويخبر «فريد» صديقه أن العمة مليارديرة لكنه لم يرها أبدًا ولكن المرحوم والده أخبره أنه وريثها الوحيد. ويقترح «فريد» على «نبيل» أن يدعوّا البنتيّن «ليلى» و«سلوى» لزيارة شقة «نبيل» (شقة فريد في الدور التالي لشقة نبيل ولكننا لا نراها – لا يستقبل عمته في شقته كنوع من السذاجة) عندما تأتي العمة احتفالاً بعيد ميلادها. ويجلس الشابان على مقاعد وثيرة لونها أحمر بدرجاته ومن المقاعد ماهو هلى هيئة قلب (الحب هو راحتهما). ويتقابل «سكر» مع «فريد» فيراه «فريد» خفيف الدم ويقترح أن يأتي «سكر» ليسلّي عمته حينما تجيء؛ فيوافق على أن يمهلوه حتى يذهب ويحضر ملابس الدور النسائي الذي سيقوم به. ثم تأتي البنتان، وتكون «ليلى» ليست متحفظة في الحديث مثل ليلى الفيلمية «شاهين الزلط» (طلعت زكريا) هو أخو «ليلى» (روچينا) وليس أبيها؛ وهذا تحوّل يتيح الاشتباك الكوميدي أكثر بينهما، و«سلوى» ساذجة بخلاف «سلوى» الفيلمية، وهي في هذا توافق شخصية «فريد» الساذجة، وهذا تحوّل في البناء يثريه، وتستفيد المسرحية من مسرح المقالة (الأوتشرك) الروسي؛ حيث تناقش الاهتمامات المجتمعية، ولو أنها بسيطة، مثل تشجيع كرة القدم بين الأهلي والزمالك، فحين تأتي الفتاتان في زي أبيض بناتي لـ«ليلى» وزي أحمر لـ«سلوى» يتحدث الشابيّن عن الأهلي والزمالك، استكمالاً لحديثهما بانضمام «نعناع «الخادم لهما حين يذكر الزمالك؛ فيصفق عدد قليل، فيقول أحمد حبشي (زادوا، بقوا 4 أنفار)، فيعقّب أحمد رزق (كويس، ما كانش ولا واحد بيصقف) ويقول أحمد حبشي (طيب لو قلنا الأهلي) فتصفق الجماهير بشدة، ويؤكد (أحمد رزق) اللاإيهامي: (والله أنا أهلاوي، بس المسرحية مطلعاني زملكاوي) وهذا يخلق حميمية بين المنصة والجمهور، كما يشير إلى خاصية مسرحية هي الأهم أقول عنها إن عرض أي يوم هو كائن حي له أشقاء يشبهونه هم عروض الأيام الأخرى، ولكن له شخصية مستقلة عنهم. وترقص «ليلى» مع «فريد» على أنغام قلبي دليلي، كما يرقصون جميعًا على أنغام لاتينية راقصة (إضفاء حيوية اقترابًا من حيوية سامية جمال في الفيلم)، وتريد «ليلى» التمثيل وأن يساعدها «نبيل»، كما أن «سلوى» تريد أن يساعدها «فريد» الملحن والمطرب المغمور، ويؤكد (إدوارد) اللاإيهامي بقوله ل (مروة عبد المنعم): (انتي ها تستعبطي ما انتي بتمثلي مع تامر حسني في كل فيلم). وحينما تعلم الفتاتان أن العمة لم تصل بعد، تنصرفان على أن تعودا بمجيء العمة. ويأتي الأب «قدري» في حُلة مشمشية اللون (مرشح للحلول محل المشمشي الذي ورثته العمة)، ويحادث «قدري» ابنه عن فلسه بفعل البورصة، وعن «سكر الحليوة» الذي أضرّه ولذا فهو على استعداد ليقتله، لكنَّ العمة تتصل وتعتذر عن الحضور لاضطرارها للسفر إلى فرنسا فجأةً؛ فتظهر مشكلة يحلها ظهور «سكر» بملابس النساء المتعددة الألوان مع ماكياچ ثقيل؛ فيدعوه الشابان إلى تمثيل دور العمة أمام الفتاتيّن. فيقوم «سكر» بالدور، ويقبّل البنتيّن (أقل بكثير من الفيلم)، ويمعن في تقبيل حبيبة «نبيل» (انتقامًا من إشعاره المستمر بالاحتياج لنقود نبيل)، وتكون البنتان مرتديتيّن تبادل اللونين السابقيّن (أحمر لليلى وأبيض لسلوى = تختبران تجارب جديدة)، ويأتي «شاهين الزلط» ويرى العمة المزيّفة ويستهجن شكلها، ويخبرها أنه يستفيد من أحوال أفغانستان وغيرها من الدول المضطربة (قضية مهمة تتناولها المسرحية)، وتجري ترتيبات لعيد ميلاد العمة بمجيء جوقة الراقصين، الراقصات (المضيفات والمضيفين) بالورود والحلوى (تكثيف روح الفرح المناسبة للكوميديا)، ولكن يجيء «شاهين الزلط» بسلاح جلبه من أفغانستان (استمرار النقد الاجتماعي لعدم إدراك مخاطر هذه الدول)؛ غضبًا بعد علمه بوجود البنتيّن في شقة عزّاب، وينتهي الفصل بسعي «شاهين» و«قدري» إلى خطب ود المليونيرة المزيّفة للاستفادة بملياراتها. الفصل الثاني (من الدقيقة 88 إلى آخر المسرحية): تخصص الشقة 13 (شقة فريد) لمقابلات الحظ (يغلب عليها اللون الأصفر وتتوسطها لوحة لزهرة صفراء كبيرة دلالة على أن الحب ينتظر المرور في الحياة واستكمال طريقه)، استغلالاً لانشغال «فريد»، وأطراف المقابلات متعددة (نعناع والخادم الخاصة بشقة شاهين والبنتيّن = نرى إضافة نعناع الماء إلى زجاجة الخمر كالفيلم، ولكن الخادم تريد الشرب معه)، و (نبيل وليلى التي ترتدي فستانًا ذهبيًا بذيل عروس البحر = هي فتاته الذهبية التي يكمل معها الرحلة)، و(قدري والعمة المزيّفة التي تخبره أنها جربانة لكنه لا يبالي، لكن حين تصارحه بعلاقاتها المتعددة مع الرجال يهجرها)، وقد أخبر «سكر» برغبته في قتل «سكر الحليوة». ويأتي في هذه الشقة جار (طارق الإبياري) ونعناع؛ ليهددا «سكر» بكشف سره فيبتزّاه، بعد رؤية الأول له من الشرفة، واطلاع الثاني على خبايا الأمور بحكم خدمته. ويتلاقى هناك «الزلط» والمزيّفة مؤكدًا رغم امتعاضه، رغبته في الزواج منها ويطاردها حتى أنها تغادر الشقة، ويدخل «قدري» مع «فريد» ويخبره أنه غيّر رأيه وسيتزوج المزيّفة من أجل تأمين مستقبله ليطمئن كأب على عدم احتياجه للمال مستقبلاً. ثم تأتي العمة الحقيقية ويقابلها «نعناع» الذي كان يغني قبل أن تجيء (أسمر يا أسمراني = أغنية عبد الحليم للبنى عبد العزيز في فيلم الوسادة الخالية) وهذا ما أسميه «تناص أدائي متعدد التداخل للوسائط الدرامية» لأن عمر الحريري يمثل في الفيلم والمسرحية مع اختلاف الدورين، ولبنى عبد العزيز زوجته في الفيلم الوحيد الذي لم ينته بزواج عبد الحليم من البطلة (الوسادة الخالية) كما أكد الخادم «نعناع» بإعجابة ببطلة عروس النيل ومن غنى لها حليم أسمر يا أسمراني، كما أدّى عمر الحريري مزحة الضرب على الظهر «مرِح والله العظيم مرِح» مع الممثل الذي قام بدور سكر في الفيلم (عبد المنعم إبراهيم) وقال له (إدوارد): (انت مش فاكر الفيلم، دي عمتي مش أمي)، مع اختلاف الدور الذي يؤديه في المسرحية (أبو نبيل بدلاً من فريد). وتشاهد العمة الحقيقية صورة تجمع بين «فريد» و«قدري المنيّلاوي» فيحدث (الاكتشاف الدرامي)، وتعرّف العمة «قدري» حبيبها القديم بنفسها وأنها «ياسمين» حبيبته منذ 25 سنة، كما يتعرف «سكر» على حبيبته القديمة التي تخبره أنها عملت أولاً كمضيفة لتنسى حبيبها «سكر»؛ ويتعرّف عليها فيحاول تقبيلها فتنذهل وتنذهل العمة حين تدخل، ويحدث حوار تحاول به «ياسمين» التعرّف على حقيقة المزيّفة. ويأتي «الزلط» بعريسيّن قزميّن للبنتيّن من أفغانستان (إظهار نفعية ادعاء الدين بشكل مظهري)، وتعاتب «ياسمين» «قدري» أنه فكر في الزواج من المزيّفة، لكنه يخبرها أن ذلك كان قبل أن يقابلها، وأنه لا يبالي بالبنوك التي تمتلكها المزيّفة، ويحبها هي، فتخبرها أنها هي «فتافيت السكر «. ويأتي «مستر سعد» من أمريكا، لكنَّ «فتافيت السكر» ترفض العريس الأمريكي المستغل، وينتصر عليه المصري. ويصبر «سكر» ولا يصارح «ناهد» حبيبته حتى يحصل على هدية مالية ضخمة من «فريد» بعد وصول العمة الحقيقية بملياراتها؛ ليتمكن من الزواج بحبيبته. ويتم على رقص الجوقة (كل الرقص التوقيعي في المسرحية مبرر دراميًا) زواج «ليلى» و«نبيل»، و«سلوى» و«فريد»، و«قدري» و«ياسمين». في حين أن «الزلط» تزوج المزيّفة على يد مأذون مزيّف هو «نعناع» الذي كان ذقنه يملأ وجهه وملابسه خضراء داكنة مغبّرة (مرجعيته زائفة). ويعاتب «فريد» عمته على تركه بلا أسرة 20 سنة فتبكي العمة بتأثر حقيقي يثبت قيمة الفنان، الفنانة العظيم وتحتضنه معتذرة (تحوّل درامي فارق، لأن الفيلم لم يقدم سببًا لسذاجة «فريد»). ويكتشف الأب حقيقة «سكر الحليوة» فيعترف ويؤدي له التحية. ويسب «الزلط» الزوجة المزيّفة الدكر سبًا شديدًا. وتكون الخاتمة غنائية؛ لتكون المصارحة المؤلمة مبهجة فنيًا، وأهم مافي هذه المصارحة ما برر به «سكر» موقفه؛ وهو أكل العيش في مجتمع لا يقدّر الفنان، وأن «الزلط» خدع نفسه بفراغة عينه فالمأذون مزيّف، وأن «قدري» يدافع عن حبيبته هذه المرة فلا يفقدها، وأن الحبيبة «ياسمين» ترفض «الزلط» أو غيره لأنها وجدت حبيبها بعد غياب.


أيمن صبحي