أجمل ولاد الحياة ليه بدري بيموتوا مظاهرة حب في وداع فنان الإسكندرية الشاب عمرو المحمدي

أجمل ولاد الحياة ليه بدري بيموتوا مظاهرة حب في وداع فنان الإسكندرية الشاب عمرو المحمدي

العدد 537 صدر بتاريخ 11ديسمبر2017


لحظات عاشتها الإسكندرية من الدعاء والابتهال لفقيدها ومحبوبها الفنان الشاب عمرو المحمدي، أن يتغمده الله برحمته، لحظات كأنها ذاكرة مفتوحة على عمر مديد من المحبة، كأنها مظاهرة حب في وداع عزيز، لا لم يكن فقيدا فالإنسان لا يموت، هكذا ردد أصدقاؤه ومشيعوه وهم يتلقون العزاء.
عمرو المحمدي هو اسم شهرته أما اسمه الحقيقي فهو بلال عباس المحمدي، ممثل في الفرقة القومية السكندرية، أسهم في إنشاء عدد من الفرق المستقلة، وأقام الكثير من الورش لتدريب المبتدئين على التمثيل، لم يستسلم عمرو للأمراض التي أصابته وآخرها الفشل الكلوي، فحصل أثناء فترة مرضه على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، كما التحق بقسم المسرح، آداب الإسكندرية، لم يكن عمرو ممثلا ومخرجا فحسب، هذا ما يردده أصدقاؤه، بل وكل من عرفه عن قرب، إنما كان إنسانا يشع بهجة ونورا وأملا، ويمتلئ إيمانا بالله، ويفيض صبرا على البلاء، حتى كان على الرغم من آلامه يمد كل من حوله بجرعات من الأمل، ويوصيهم بالصبر. رحل عمرو بعد مشوار طويل مع المرض، كان يحلم خلاله بإجراء عملية زرع كُلى، لكنها تأخرت كثيرا، مثلما تتأخر دائما فرص النجاة عن الفقراء، ولما سنحت الفرصة وأجريت العملية بمستشفى طلبة الجامعة بالإسكندرية، جاء أمر الله الذي يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب، وفيما يأتي عدد من الشهادات الإنسانية التي عبّر بها أصدقاء عمرو من فناني الإسكندرية عن مشاعرهم، وقد تركناها كما هي دون تدخل، لنحفظ لها صدقها.
ثلاثة أحلام
عهدته مخلصا، متفائلا، تلميذا متفانيا، مكافحا، إنسانا.. هكذا كان وستظل صورته عندي، قبل دخوله غرفة العمليات مباشرة كان يتحدث معي عن مشروع تخرجه وكيف سيقدمه.. وكان يتمنى الشفاء وأن يكون بخير.. وأن ينتهي كابوس المرض ليتمكن أخيرا من تحقيق أحلامه الثلاثة بعد نجاح العملية وهي التخرج والتثبيت في العمل. ليتني أمتلك جزءا من مثابرتك، رحلت ولكنك ستظل في قلبي، رحلت يا عمرو كباقي الأحباء ولكنك أخذت جزءا مني..
 د. صديقة لاشين

الألم والأمل
رحم الله عمرو، كان الألم والأمل، والحلم الذي ينقصه حياة، كانت تربطنا صداقة منذ أكثر من عشرين عامًا من خلال مسرح الثقافة ومراكز الشباب، ومنذ ذلك الوقت كان يعاني من مرض السكر الذي كان يهاجمه فجأة أثناء البروفة أو العرض المسرحي، ورغم ذلك لم ييأس هذا المقاتل رغم تدهور الحالة الصحية لأن هذا المرض المزمن أثر على وظائف أخرى ووصل به إلى الفشل الكلوي، وكان عمرو يقابل هذا العناء بابتسامة وأمل وثقة في الله مما جعلنا نتعلم منه الصبر، كأن الله سبحانه وتعالى أوجد عمرو في حياتنا لكي يكون قدوة في الصبر والتحمل والإيمان بالله.. وكان عاشقا للحياة، فرغم ألمه عندما كانت قدمه تدب على خشبة المسرح فكأنما شفي جسده وكأن المسرح هو بيت الشفاء بالنسبة له.. هذا نصيبه ورزقه وميعاده في الدنيا وندعو الله أن يعوضه خيرًا ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى. إلى أن نلتقي عمرو المحمدي.. دمعة وابتسامة.
إسلام عبد الشفيع

علمني الحياة
عمرو صديق وأخ وعشرة عمر قبل ما يكون تلميذي.. قد أكون علمته القليل من فنون المسرح، لكنه علمني الكثير من فنون الحياة، تعلمت منه معنى العزيمة والإصرار والسعي الدءوب لتحقيق الحلم، تعلمت منه الصبر ومواجهة الألم بابتسامة، تعلمت منه الرضا بقضاء الله وقدره وأن أحمد الله على أي مكروه.
عمرو كان أمل وطموح وابتسامة رضا وصبر وعزيمة، رحمك الله ياعمرو وأسكنك جناته بغير حساب.
 د. إبراهيم حجاج

رسالة إلى عمرو
عمرو، أيها الفنان الخلوق كم كنت مجتهدا ومهذبا، كم كنت محبوبا بحسن أخلاقك، نعم كنت تتلقى عني علما، ولكنني حقا أنا من تعلمت منك! كنت أراك تسعى ونسعى معك لتحقق حلم الشفاء والتعافي، لتنال الحق المشروع في حياة ملؤها السعادة والنجاح، ولم يتوقع أحد على الإطلاق هذه النهاية السوداء للحلم الذي ما أن لاحت بوادره، حتى جاءت نهايته سريعا.. وماذا بعد؟ لا شيء سوى سيرتك الطيبة والدعاء لك.
د. سماح أبو الخير

عرفت عمرو المحمدي منذ أن كان طفلا صغيرا يهوى الفن ويشارك في العروض القادمة من القاهرة، فترة الصيف، ثم عندما شارك مع الأستاذ عبد المنعم الكشير في فريق المسرح الإسلامي بحمعية الشبان المسلمين، ثم تعيينه في مسرح بيرم التونسي.. رحلة حياة مليئة بالكفاح والألم، كفاح لتحقيق الذات والنجاح، كفاح في محاربة المرض.. كانت كل أحلامه أن يعيش بلا ألم. رحمه الله، كانت حياته رحلة كفاح مستمرة ضد الألم.
إيهاب مبروك

قدوة
كنت مجمعنا في الخير حتى بعد وفاتك، كنت قدوة بصبرك ورضاك بقضاء ربنا، قدوة بابتسامتك اللي مكنتش يتفارقك رغم الوجع اتعلمت منك كتير.
نرمين حسن

كرتونة مية بحالها!
كنت أئتمنه على حياتي وأنا مغمض، من الأوفياء اللي مش ممكن يخون أو يخدع، نقي وصادق وأمين ووفي، كان كل حلمه إنه يوصل رسالة بفنه، وحلمه الأكبر كان أن يعمل عملية زرع الكلى ويشرب مياه كتير ويقف على خشبة المسرح يجلجل، كان بيقولي دايما أنا لما هعمل العملية هجيب كرتونة مياه واشربها كلها مرة واحدة كان يفتقد لأمه جدا لدرجة إنه بييجي عليه أوقات في البيت بينده عليها ويدور على حضنها.
آخر أعماله التي كانت قيد التنفيذ مشروع التخرج الخاص به بكلية الآداب جامعة الإسكندرية نص “الغرباء لا يشربون القهوة” تأليف محمود دياب، إعداد مهند مختار، وتمثيل وإخراج عمرو المحمدي، وإخراج عرض آخر بعنوان “الشهداء يعودون” تأليف الطاهر وطار.
 طارق يوسف

فرصة!
فالله يرحمه كان مجتهدا وحزينا دايما على تدني المستوى الفني في ا?عمال الفنية وكان نفسه ياخد الفرصة اللي تخليه ينهض بالمسرح والفنون كلها، الله يرحمه.
رضا إدريس

براءة طفل
عشت ببراءة طفل في جسم راجل مسامح كريم، محب للكل، تعشق عمل الخير والقرب من الله، ومبسوطة عشان ربنا عوضك عن كل ده، وحتى بعدما روحت بيتك لسه فاتح باب خير وثواب ليا ولغيري، كنت في الأرض بتأدي رسالة ومشيت عشان مش مخلوق للعيش فيها.
زينب عبد العزيز

نلتقي هناك
كان يقول لي «عايزك تستمتع لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ربنا معاك يا حبيبي» ربنا يرحمك يا سند ونتقابل في الجنة.
أحمد خميس

حب للحياة
طاقه غريبة على المسرح بيجري ويرقص ويغني ويفضل ماسك نفسه وواقف على رجليه لغاية العرض ما يخلص، وبعد التحية تجيله غيبوبة السكر على باب الكالوس، وكان كمان عنده عزيمة كبيرة دخل كلية الإعلام بالجامعة المفتوحة حتى لما عرف موضوع تعب الكلية ولا كأن فيه حاجة حصلت كمل حياته عادي كنت مستغرب بصراحة الواحد لما بيجيله برد بيفضل قاعد في السرير وهو عنده سكر وضغط وفشل كلوي ورغم كده عايش حياته ويمثل ويضحك ويحلم ويحاول يحقق حلمه، ثم دخل كلية الآداب قسم مسرح إللي بيعشقه وعاش عمره كله جوه المسرح.
شريف رمضان

فيلم قصير مؤثر
أكتر فتره قربت فيها من عمرو المحمدي كانت وقت تصوير فيلم روائي قصير اسمه (كان was) وكان الفيلم ده على هامش مهرجان كان السينمائي... وبيحكي عن حياة بلال المحمدي الضحية اللي هو عمر نفسه، وقت تصوير أحد المشاهد اللي كان بيدور حول وقت بيتعب فيه وبننقله من شقته في كامب شيزار للمستشفى.. ويشاء القدر أن بلال وقت تصوير المشهد السكر يعلى عليه، كنا وقتها بعد الساعه 8 بالليل وطبعا مفيش معهد البحوث اللي كان بيغسل فيه بلال ووحدة غسيل الكلي مش متاحة في الوقت ده من الليل.. بس ربنا ألهمنا وقتها إننا نطلع بيه مستشفى الشرطة.. في الوقت ده كان بلال شبه فاقد الوعي... كان فايق بس مش داري بإيه بيحصل نحوه ومكنش بيقول غير كلمة واحده (يا رب)... قدرنا ننقله لمستشفى الشرطة.. ودخلنا عالطوارئ وبدون أي مناقشات دكتور النباطشي دخله وحدة غسيل الكلى على طول ولا أخد مننا بيانات ولا فلوس ولا أي حاجة، كنا مرعوبين جدااا، أول مرة نشوف حالته الصحية دي، بلال بدأ يفوق، اللي استغربنا منه فعلا إن أول حاجة قالها بعد ما طمنا عليه: أنا بقيت أحسن دلوقتي. وطلب من المخرج يبدأ التصوير وهو في وحدة الكلى، وقال للمخرج: شغل الكاميرا، ده هيفيد الفيلم جدا.
أحمد عبد الهادي

ما بيعرفش يزعل
مكنش بيعرف يزعل من حد، طيب ومتسامح، افتقدنا إنسان وفنان مخلص في كل حاجة بيعملها حتى في تعاملاته مع الناس، واحشني ضحكنا وهزارنا وشغلنا وكل حاجة، الله يرحمك يا أخويا ياللي مش حتتنسي ولا تتعوض.
مها نصر

نصيحة للمبتدئين
عمرو المحمدي كان أحد أهم الممثلين اللي اشتغلوا مع فرقتي وحققوا ليها النجاح؛ عمرو كان بيجي قبل البروفة بنص ساعة، عمرو كان بيدي طاقة كبيرة جدا وبيضيف لأي دور، وكان دايما يستنى زمايله الممثلين المبتدئين بعد البروفة وينصحهم بدون تعالي أو تكبر وبدون أي تدخل في شغل المخرج.. الله يرحمه ماكنش بيفوت فرض من فروض ربنا.
شريف حمدي

صبر وابتلاء
آخر كام شهر قربت منه جدًا، عشان أكتشف إنسان نقي جدًا فكأن ربنا عز وجل بيحقق فيه قول النبي عليه الصلاة والسلام: «إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه»، كان عمرو رغم مرضه الشديد يتواصل منع الناس ويحافظ على سؤاله عليهم، مهتم أوي إنه يسأل اللي نحوه إن كانوا زعلانين منه في حاجة ولا لأ، يحب يشوف اللي نحوه فرحانين، وده بان جدًا لما كان بيشعر بتحسن في حالته الصحية فمكانش بيركن للنوم أو يعتبر نفسه في فترة نقاهة مثلاً ويكسل، لأ كان بينزل ويؤدي شكر ربنا على التحسن ده بإنه يذهب لدار أيتام ويقعد معاهم يلاعبهم ويضحك معاهم ويفرحهم، وحكالي كتير إنه ماكانش بيحس بأي وجع، وإنه بيبقى طاير وهو شايفهم مبسوطين. وكان دايمًا حريص حتى في أحلك لحظات تعبه إنه يحضر امتحاناته وإنه يذاكر، وكانت أمنيته في آخر أيامه إنه يرجع يقف على المسرح تاني، وفي مرة قالي: «في آخر عرض عملته كنت ببقى تعبان جدًا لكن مجرد ما أقف ع المسرح واندمج مع الشخصية بانسى كل ده، وبعد العرض لما كنت بلاقي الناس بيسلموا عليا وفرحانين وأطفال صغيرة مبسوطة أوي باللي قدمته، كنت بطلع على السلم وأنا مروح جري رغم تعب رجلي.
سعيد أزمات

في عيد ميلادي
كرمه ماكنش ليه حدود واللي في جيبه مش ليه ودايما بيسعى للخير والصلح بين الناس، أنا فاكر مرة كنت على خلاف مع أحد أصدقائي واستغل قرب عيد ميلادي وراح اتكلم مع صديقي اللي كان بيني وبينه الخلاف وخلص معاه المشكلة واتفقوا سوا إنهم يعملولي مفاجأة في عيد ميلادي، واتصل بيا آجي أقعد معاه شوية وأول ما دخلت لقيت المفاجأة السعيدة، وعملي عيد ميلاد ماكنتش احلم بيه وكانت المفاجأة إني لقيت صاحبي داخل عليا وبيصالحني.
مدحت غنيم

تقصيري!
كتير قوي لما كنت بلاقي عمرو ف عز مرضه ومحنته ومواظب على الصلاة ف ميعادها كنت بحس بتقصيري مع ربنا.
محمد فاروق

المسئول!
مش ناسية أبدا لما سافرت معاه القاهرة وكان رايح يعمل تحليل وهو صايم وأول ما ركبنا الأتوبيس طلعلي كيس فيه باتيهات وعصير وبسكويتات، أقوله إيه ده أنت مش صايم مينفعش تاكل، قالي ده فطارك يا ماما قلتله لا أنا هستناك ونفطر سوا قالي إنتي عبيطة إنتي عايزة تدوخي وتقعي مني، ومحمود يزعل مني افطري إنتي مسئولية معايا. وماانساش لما اتلخمت في فرحي ونسيت أعزمه اتصل بماما يعرف مكان الفرح وفضل متابع معاها ولقيته في الفرح بيبوس راسي وبيدعيلي، قالي مكنش ينفع مجيش فرحك ومسلمش عليكي قبل ما تسافري جايز مشوفكيش تاني.
منى المحمدي

أخ وصديق
عاش إنسانا محترما وكريما وفارق الحياة مع حب الناس كلهم، كان عظيم في كل شيء فنان وأخ وصديق وتمنياتي أن يجمعنا الله تعالى في الجنة.
أحمد إسماعيل

إلى عمرو
بقالي كتير مش شايف تعليقاتك الحلوه على بوستاتي، وانت بتقول لي كأن ربنا باعتلي الكلام ده عن طريقك، مش شايف دعواتك ليا وردي عليك وهزارنا، إيه يا حبيبي هو أنت ماشحنتش الباقة ولا إيه.. أنا لسه مستني أشوفك أما آجي إسكندرية عشان نقعد نتكلم زي كل مرة.
هاني عبد الهادي

منتهى الالتزام
إنسان مسالم وغير صدامي وعمري ما سمعت إنه في خلاف مع حد.. طيب وودود وروحه حلوة، اشتغلت معاه وكان منتهى الالتزام والتعاون والانضباط، وكان مميز بأدائه وموهبته واختلافه..
إسلام وسوف

صاحب بجد
ماكنتش متخيل ف يوم وأنا بتفرج عليه إن هييجي يوم وأبقى صاحبه ويبقى كل حاجة ليا.. من كتر ما أنا بسمع عنه كلام حلو حبيته قبل ما أعرفه، وفي فترة صغيرة لقيت فيه اللي أنا ماشوفتوش ف أصحابي على مدى عمري كله، لقيت الصاحب بجد اللي يصون صاحبه، اللي رغم تعبه بيفكر فيا وإزاي يخليني مبسوط...
عمرو كان بيشوف إيه يبسط صحابه ويعمله..عمرو مكنش مجرد صاحب عادي...اتعلمت منه حاجات كتير وخلاني أوعده بحاجات أعملها من أهمها الصلاة والحفاظ عليها. ربنا يرحمك ويجعل قبرك نور،
محمد مانو

ليل نهار
وكان.. سخي
كات فرطه إيده وكان كريم
الورد من حمرة خدوده يستحي
للطبع حسن وحسن في طبع الحليوه المبتهج
سر لسعادة ناس كتيير، سر لثواب
سر وسبب في غسيل ذنوب
ولا عمره كان للذنب فاعل
كأنه جاعل، ليك حياه،
بيها نجاه للي يقرب بس من هالة وجودك
عارف حدودك، بالحسبة والميزان كمان
كانت وعودك
إلا دي.. المرة دي خنت الأمل
إيه العمل، لمين أوشوش شكوتي
وأقول في بير سري اللي كنت تصون
وعمر ما يوم تخون؟
ولا كنت عمرك يعجبك ميل الحوايل
ولا شخص دون المستوى كنت الهوى،
تتحب مرة ف ضحتك، مرة نقطع إيدنا ليك في وقفتك
ع الخشبة فارس مدرسة
يوم تتنسي؟ أبدا!
يا طيبة نازلة حكمة واختبار
تنساشى راسم بلغه، فاكرينه دايما، ليل نهار.


نهلة مرسي