في بور سعيد أرض البطولات انطلق مؤتمر إقليم القناه وسيناء الأدبي الثالث عشر

وسط أجواء شتائية حميمية بين أدباء بورسعيد ومصر كافة ومفعمة بدفء البحر المتوسط الساحر وعلي مقربة من ضفافه الرائعة انطلقت فعاليات مؤتمر أدباء القناة وسيناء الثقافي الثالث عشر في واحدة من القاعات الفسيحة بمكتبة مبارك في موقعها العبقري الفريد علي مقربة من مياه البحر المتوسط ..

استمرت الفعاليات علي مدي ثلاثة أيا م ( 12 : 14 من يناير2010 م ) وتحت رعاية محافظ بورسعيد اللواء مصطفي عبد اللطيف والدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ، ترأس المؤتمر الأستاذ الدكتور سعيد اسماعيل علي أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس ، والأمين العام للمؤتمر الأديب زين العابدين الشريف .

حمل المؤتمر عنوان ” العلاقة بين التعليم والخطاب الأدبي ” ودارت محاوره الثلاثة عن :

أولاً : الخطاب الأدبي في مناهج التعليم الدراسي ، بدراسة واعية مستنيرة للدكتور محمود الضبع بجامعة قناة السويس وناقش فيها مدي استيعاب المناهج التعليمية لأشكال الخطاب الأدبي المتنوعة بما تشمله من إبداع شعري وقصصي وروائي ومسرحي وفنون أداء سمعية وبصرية وحركية بما فيها من سينما وملتي ميديا ، ودارت مناقشات مفيدة بين المنصة والحضور من الأدباء والجمهور .

ثانياً : تأثير التعليم في المنتج الأدبي ، قدم الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية دراسة وافية عن الثقافة وانعكاسها علي الأدب في التعليم متناولاً :

1ـ التعليم والثقافة في النصف الأول من القرن العشرين .

2ـ التعليم والثقافة في ظل ثورة يوليو 1952م .

3ـ التعليم والثقافة في نهاية القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين .

تناولت الدراسة مشكلتين أساسيتين ـ رأي الباحث أنهما ـ

تحولان دون تجديد النظام التعليمي وهما :

أ ـ تخلف النسق التعليمي .

ب ـ الخطاب الديني في التعليم .

ودارت رحي النقاش عبر المداخلات التي أثرت الحوار بين المنصة والأدباء والمهتمين بالعملية التعليمية .

ثالثاً : صورة التعليم في المنتج الأدبي قدم الدكتور طارق شلبي أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية الآداب جامعة عين شمس

بحثاً تناول فيه التعليم شواغله و” مصاحباته” في شعر أمير الشعراء أحمد شوقي وحرص الباحث علي الحديث عن التعليم في النص الأدبي وقدم العديد من الأمثلة بشعر أمير الشعراء مستشهداً بمدي اهتمام الشعراء والأدباء في مصر بالمعلم بوصفه عصب العملية التعليمية ورأيتها السامقة من خلال إيراد بيت الشعر الشهير:

قف للمعلم ، وفــــه التبجيــــلا كاد المعلم أن يكون رسولاً

هذا البيت الذي ظلم قصيدة بأكملها حين يؤكد أن البيت الذي يليه يطرد الانفعال عن سابقه حيث يقول :

أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولاً؟.

وأورد الباحث نصوصاً شعرية أخري عن الاتصال القديم بين المجد العلمي الذي كان بجديده ينبغي أن يقرن هذه الدلالة بعمق التاريخ، فالتواصل مع هذه الدلالات في شعر شوقي بما تثير في النفس من تساؤلات موجعة إلا أنها خصبة ولازمة حول مدي ما أنجزته الأمة في مسيرتها من أهداف أثرت علي مسيرة الثقافة والتعليم .

كانت المناقشات كالعادة ثرية حيث أدلي الكثير من المبدعين بآرائهم في حوار بناء وتواصل معرفي ووجداني مع نصوص شعرية لشوقي أضفت وقاراً علي النقاش .

***

أما المحور الخاص بمناقشة إبداع القصة القصيرة والرواية من خلال أعمال أدباء الإقليم فقد قدم الروائي الكبير محمد الراوي دراسة مشوقة تنم عن قراءة متأنية وواعية لقصص كتبها أبناء الإقليم ومنهم:

أ ـ المجموعة القصصية ” لم يعد متاحاً ” للأديب زين العابدين الشريف من خلال محورين أساسيين هما المحور المعنوي والمحور المكاني .

ب ـ المجموعة القصصية ” في البدء كان الاحتراق” للأديب زكريا رضوان وتناول فيها قصصاً من المجموعة بالتحليل خاصة وأنها تناولت بواقعيتها طبيعة الحلم والرؤية الشفافة .

جـ ـ المجموعة القصصية ” المطر” للأديب خالد صالح الأنصاري مشيراً إلي إحدى قصصها ” رومانسية القطة الصلعاء” .

د ـ المجموعة القصصية ” آه منها ” للأديب رضا صالح واصفاً الكاتب بالواقعي من خلال قصص المجموعة.

هـ ـ المجموعة القصصية ” خريف أخير لصياد عجوز” للأديب محمد عبده العباسي الذي وصف الناقد قصصها بقوله ”يتسم معظمها بعاطفة إنسانية ووجدان عالٍ يولد تأثيراً ذا نغمة حزينة وشعوراً بالفقد يشكل طابعاً مميزاً لقصصه، فهو لا ينفصل عن شخوصه، فكأن كل واحد منهم ..هو !.

***

وتحت عنوان ” أشكال الشعر : أشكال العالم ” قدم الأستاذ الدكتور أيمن تعيلب أستاذ النقد الأدبي بجامعة ”أولوداغ” في تركيا بحثاً شيقاً بقراءة شعرية في أدب القناة وسيناء من خلال :

1ـ التأسيس المنهجي وجدلية الجمال والحضاري .

2ـ في النقد التطبيقي ” أشكال الشعر : أشكال الواقع ” حيث قدم دراسة جادة عن خمسة دواوين شعرية صنفها بأنها ذات خمسة مستويات ـ حسب رأيه ـ وهي :

أ ـ رعشة الوتر للشاعر سمير محسن وقدمها بعنوان ”رعشة الوتر أو ميتافيزيقا التأمل الشعري”.

ب ـ دندنة العشق القديم للشاعر ماهر المنشاوي، وقدمها بعنوان ” في العشق والكتابة” .

جـ ـ وتحت عنوان ”عوالم شعرية متشابهة” كتب الباحث عن الدواوين الشعرية الثلاثة (مازلت أحلم للشاعرة آمال عبد الدايم ـ مناظر جانبية للشاعر إبراهيم الزناتي ـ تتوضأ أيامنا الأحزان للشاعر درويش مصطفي)

***

وتحت عنوان ”الشعر واللا شعر” كتب الباحث محمد أحمد الدسوقي دراسته عن قراءة في ثمانية دواوين في شعر العامية المصرية لشعراء من الإقليم وهم:

1ـ ” شخبطة بريئة ”للشاعر عبد الكريم الشعراوي ” شمال سيناء” .

2ـ ” عقدة أديب ”للشاعر محمد فاروق” بورسعيد“.

3ـ ” الحلم قوت المحرومين ” للشاعر محمود جمعة ” السويس”.

4ـ ” تايه ف عالم من … نقط ” للشاعر حازم الزناري” جنوب سيناء “.

5ـ ” كلام حادق ” للشاعر عبد الله محمد الهادي ” الإسماعيلية”

6ـ ” صاحبة العصمة ” للشاعرة غادة سيته ” شمال سيناء.

7ـ ” معرفش ليه ” للشاعر عزت المتبولي ” السويس”.

8ـ “بلا شط ولا مرسي ” للشاعر مصطفي صوار ” الإسماعيلية” .

وفي مجال التكريم ، قام محافظ بورسعيد ورئيس الهيئة بتكريم اسم القاص الراحل مصطفي العربي ـ الإسماعيلية ـ وتضمن كتاب المؤتمر تقديم سيرة ذاتية للأديب من خلال إبداعه وقصصه التي تضمنت معايشته للبيئة التي نشأ فيها وكذلك دوره في ممارسة العمل الصحفي.

كما تضمن التكريم الشاعر البورسعيدي الكبير محمد سعد بيومي متناولاً مسيرة حياته ودوره التربوي بصفته أول من قدم عملاً مسرحياً موجهاً للطفل في الإقليم بكونه أحد الرواد في هذا المجال وخاصة أنه أحد رجالات التربية والتعليم في بورسعيد وله باع طويل في التجربة الشعرية من خلال دواوينه ومسرحياته الشعرية وحصوله علي جائزة اتحاد كتاب مصر الخاصة بالكاتب محمد سلماوي عام 2005 م عن مسرحيته وينتصر الموت .

قدم محمد سعد بيومي في خلال رحلة إبداعه (رحلة آدم : شعر ، وينتصر الموت : مسرحية شعرية ـ بلقيس: مسرحية شعرية ، الغائب والبركان : مسرحية شعرية ـ شموس المدينة : مسرحية شعرية للناشئين ـ حوار الأبعاد: مع شعراء مصر وسوريا ـ طيوري : ديوان شعر).

وقدم كل من الشاعرين محمد المغربي ـ بورسعيد ، حاتم عبد الهادي شمال سيناء شهادتين عن الإقليم .

حظي المؤتمر باهتمام صحفي وإعلامي كبير ونقلت فعالياته شاشة القناة الرابعة بتقديم الافتتاح للمذيعة وكثير من رجالات الصحافة الأدبية في مصر وعلي رأسهم الصحفي مصطفي عبد الله جريدة الأخبار ـ الصحفي جمال نافع جريدة الأهرام ـ الصحفي يسري السيد جريدة الجمهورية ـ الصحفي يسري حسان رئيس تحرير جريدة مسرحنا ـ الصحفي طارق الطاهر رئيس تحرير الثقافة الجديدة ـ الصحفي محمد فرج والصحفي جمال حراجي اليوم السابع ـ الصحفي محسن عشري مراسل جريدة الشروق القاهرية وغيرهم من الذين بذلوا جهداً خارقاً في الفعاليات وقد خرج المؤتمر بصورة مشرقة ومشرفة تضافرت فيها كل الجهود لإنجاحه من خلال توصيات نتمني أن تحظي بكثير من الاهتمام وخاصة المتعلقة بقضايا التعليم وضرورة تفعيلها ومنها مناشدة وزارة التربية والتعليم بتضمين مناهج الأدب في المراحل الدراسية والسعي لإنشاء جامعة في سيناء وقناة تليفزيونية.

وطالب أدباء القناة وسيناء، فاروق حسنى وزير الثقافة بتحويل فنار بورسعيد لمتحف للملاحة البحرية باعتبار أن الفنار أقدم أثر بالمدينة ووضع تمثال دليسبس فى إحدى قاعات متحف بور سعيد القومى والذى تم ترميمه مؤخراً بتكلفة 75 مليون جنيه.

كما طالبوا بضرورة متابعة عملية ترميم قصر ثقافة بورسعيد للتحقق من السلامة الهندسية، وضمان الانتهاء منه بالموعد المحدد يوليو 2011، بالإضافة لتوفير الاعتماد المالى المطلوب لبناء قصر ثقافة القنطرة شرق على الأرض المخصصة لذلك الغرض نظراً للأهمية الإستراتيجية لمدينة القنطرة شرق.

كما طالبوا بإطلاق أسمى المغفور لهما د.السيد محمد سعيد، د.عبد الرحمن عرنوس على شارعين من شوارع مدينة بورسعيد.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر