"تداخل الأنواع الأدبية" في مؤتمر أدباء مصر

عقدت الجلسة البحثية الرابعة فى اليوم الثالث لوقائع مؤتمر أدباء مصر تحت عنوان "تداخل الأنواع الأدبية"، وشارك فيها بمداخلاته وبحوثه د. أمجد ريان، د. محمد زيدان، شريف رزق.

وفى كلمة د. أمجد ريان التى اتخذت عنوان "تداخل الأنواع: فلسفة الحياة والكتابة اليوم" أكد أن فكرة التنوع والتداخل والاختلاف أصبحت سائدة على المستوى الحياتى قبل أن تسود وتظهر فى السياق الأدبى، حيث يحفل الواقع بأشكال من الثقافة الفرعية المتنوعة، ذات الأصول والأبعاد الدينية والفكرية والاقتصادية، واستنتج من ذلك أن هناك تناظراً بين الواقع الحياتى اليومى والواقع الأدبى الجمالى مما أدى إلى تداخل الأنواع الأدبية هذه الثورة العلمية والفكرية المعاصرة التى أكدت أن الواقع دائم التغيير والتحول والصيرورة، وبالتالى اعتنق الأدب تلك الرؤية المتحولة، وبناء على ذلك أمتزج الشعر بالدراما والسرد والفنون الجميلة، ضارباً عدداً من الأمثلة على ذلك بعدد من التجارب الشعرية.

أما د. محمد زيدان فقد اتجه فى كلمته "السرد الشعرى المعاصر" نحو بيان تداخل الشعر مع السرد بوصف هذه الظاهرة أحد ملامح البلاغة الجديدة فى الشعر المعاصر، حيث يحفل الشعر الذى يكتب الآن بملامح سردية واضحة متخلياً عن المجازات والطرائق البلاغية القديمة.

والمرجعيات التى تعد أساس السر للسرد الشعرى المعاصر ماثلة فى أنواع السرد المختلفة فى التراث العربى مثل: السرد القرآني والشعبى وغيرهما.

وهناك نتائج لهذا التداخل منها: حضور عدد من الملامح السردية فى الشعر كالراوى واللغة الحكائية وموضوع قصصي، وبالرغم من وجود هذه الملامح فى الشعر القديم، ولكن هذه الظاهر شاعت فى الشعر الحديث وخاصة مع شعر التفعيلة.

أما شريف رزق فى مداخلتة "آليات تداخل الأنواع الأدبية والفنية فى الشعر العربى المعاصر" فقد نفى أن يكون الحديث عن تداخل الأنواع على النقيض من نظرية الأنواع الأدبية، لأن التداخل بين الأنواع قديم قد لاحظه عدد من النقاد الباحثين القدامى، فقد ألتفت إلى هذه الظاهرة أرسطو فى نظريته عن الشعر.

فالأنواع الدرامية والملحمية والغنائية تداخلت منذ القدم، ولذلك ليس مستغرباً أن تبدو هذه بوضوح فى الأدب العربى الحديث "كما مزج توفيق الحكيم ولويس عوض ويوسف إدريس مثلا المسرحية والرواية"، وعلى المستوى الغربى النماذج أكثر من أن تحصى، ولم يخلوا التراث العربى من نماذج لافته لهذا التداخل "كما فى الأدب الصوفى عند الحلاج والنفرى وغيرهما".

فى المرحلة الراهنة هناك محاولات للمزج بين الشعر والنثر كما فى قصيدة النثر، هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك إفادة من الفنون الجميلة فى إبداع الشعر كما فى تأثر الشعراء بالفنانين التشكيليين وبالموسيقيين هكذا "والنماذج المتوافرة عند بيكاسو وغيره".

وضرب المتحدث عدداً من الأمثلة على تداخل الخطاب الشعرى والنثرى من التراث العربى مركزاً على فن المقامة والرسائل التى كانت تراوح بين الشعر الموزون المقفى والنثر المسجوع، كما أن هناك شعر قديم هو فى جوهره حكاية قصصية.

وحدد أشكال السرد فى الشعر المعاصر فى خمسة أنماط هى: السرد الغنائى للحكاية، السرد الوقائعى، سرد استبطان الحكاية، سرد تشظى الحكاية، وسرد التفاصيل المعيشة وأسطورة السيرة الذاتية "وأوضح ذلك بعدد من الأمثلة من شعر: حلمى سالم، محمود القرنى، فريد أبوسعده وآخرين".

وفى تعليقه على الكلمات رأى الشاعر أحمد عنتر مصطفى أن هناك مناطق فى الشعر العربى تعود إلى العصر الجاهلى بها نماذج للسرد الشعرى وليست هذه الظاهرة مرتبطة فقط بالحداثة الشعرية أونحو ذلك.

وهذه الملاحظة هى ما أبداها الشاعر عبد المنعم عواد يوسف.

ورأى المترجم ربيع مفتاح أن ظاهرة العلوم البيئية جزء من ظاهرة أكبر فى الحياة والفنون فحوها التداخل والامتزاج بين الأشياء.

وعقد على التوازى جلسة شهادات برئاسة د. أشرف عطية أدلى فيها الشعراء محمد سعد بيومى، حسين القباحى، مصطفى الجزار، عماد الغزالى، سمير سعدى بشهادتهم حول مسيرتهم مع الشعر، فى البداية قال د.أشرف عطية أن نأخذ تراثنا النقدى الذى يحمل باعاً كبيراً من حديث الشعراء عن شعرهم، حديث الشعراء عن شعرهم مأخذ الجد.

وبدأ حسين القباحى: شهادته من الجذور فقد ولد فى بيئة مكانية وزمنية وإنسانية تعبر عن حالة شعرية، هذه الحالة كنت أعبر عنها فى قصائدى فى نجع القباحى فى الأقصر، عشت طفولتى التى ما زلت أختزلها حتى الأن، ثم أنتقلت إلى القاهرة حيث كان هناك أماكن تركت أثرها ودورها الكبير فى تشكيل وعى وقصائدى، كذلك كانت فترة سفرى إلى الإمارات من الفترات التى أثرت وتركت بصمتها، كل هذه العوامل وغيرها أثرت فى شعرى وقصائدى التى تعبر عن محصلة مسيرة الحياة، فأنا أرى أن الشاعر الذى لا تفضحه قصائده فهو ليس شاعراً.

وقال الشاعر سمير سعدى فى شهادته أنا شاعر عامية صدر لى 4 دواوين هذه أول مشاركة لى فى هذا المؤتمر وأكد أن ذكريات معظم الشعراء واحدة، فهم يشتركون فى الوجع والهم وقدم نماذج من أشعارهم مثل "شجرة التوت القديم".

وقال الشاعر عماد الغزالى فى شهادته حول الشعر تنقلت بين أشكالاً من التعبير "الرسم – الشعر – القصة" ولكن فى النهاية استقريت على الشعر، حيث أنى وجدت أصدقاء من الشعراء يكتبون شعراً دون الاهتمام بدراسة عروضه، وكنت معاصراً لفترة عظيمة من الأحداث لم أكن بطل حدث فيها ولكن مراقباً لها، وفى نهاية دراستى الجامعية ظهرت قصائدى الشعرية الأولى، وهناك بعض الأشياء التى نفرتنى من شعر السبعينات وكانت التسعينات فترة مؤثرة فى تاريخى الشعرى حيث أصدرت ديوانين.

وألقى محمد سعد بيومى شهاته قائلاً أردت أن أكون فى عالم الفن، فوجدت نفسى فى البداية لا أستقر على لون معين، فقدمت الأغنية ولكن لم أجد نفسى حليماً وفى المرحلة الإعدادية كنت أقدم الكلمة المدرسية وأشتركت فى الفرق المسرحية فى المدرسة فى الثانوية العامة، ودرست فى كلية الآداب قسم اللغة العربية واستقريت أخيراً على الشعر، وهناك كثير من الشخصيات التى أثرت فى مسيرتى وتعرفت على كثير من النقاد أثرت فى، كثير من الأحداث أثرت كان أكثرها التهجير من بورسعيد.

وفى شهادته قال الشاعر مصطفى الجزار أنا شاعر فصحى وعامية أبلغ من العمر 32 عاماً أى أن تاريخى الشعرى نصف هذا العمر وأنا من مواليد الحوامدية فى قرية متى الأمير وألقى جزء من قصيدته.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر