الشعر بين "المعرفى والجمالى" فى أولى جلسات مؤتمر أدباء مصر

فى الجلسة البحثية الأولى فى مؤتمر أدباء مصر والذى عقد بمركز الإبداع بالإسكندرية وبحضور د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتى جاءت تحت عنوان "الشعر بين المعرفى والجمالى" تحدث الشاعر د. حسن طلب عن "مفهوم الحرية ولغة الرمز" حيث أفاض فى تأصيل علاقة الفن الرفيع بالحرية، مؤكداً على أن الفن كلما أرتقى فى سلم الجودة والجمال كلما كان حاشداً بالرموز ذات الأبعاد الإجتماعية والأسطورية والدينية والسياسية كذلك فى بعض الأحيان.

وأشار إلى أن وفرة الرموز فى الحياة الأنسانية ليست مقصورة على المجال الفنى فقط، وأنما هى ممتدة ومتوغلة فى كافة النشاطات الإنسانية بداية من إشارات المرور وحتى الرموز الدينية العريقة المتواترة فى النصوص الدينية الكبرى كالقرآن الكريم والكتب المقدسة، وهذه الظاهرة هى التى تجعل دراسة الرمز مادة بحثية لكثير من العلوم الإنسانية مثل "الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم الجمال وعلوم الأدب والسياسة وغيرها".

أما عن علاقة الفن بالحرية فهى علاقة مشكلة لأن البعض رأى فى الفن بياناً سياسياً لابد أن يحقق الغايات السياسية المباشرة الهادفة إلى التحرر بكافة أشكاله، ولكن الرأى الذى مال إليه المتحدث – د. حسن طلب- هو أن الفن له لغته الخاصة المتميزة التى لا تنحدر إلى اللغة المباشرة الفجة، ولكن الفن فى الوقت نفسه يهدف إلى التحرر والدفاع عن ملكات الإنسان ومحاولة تحريره من كافة العوائق وأشكال السلطة الظالمة.

ولكن المشكلة فى مفهوم الحرية أنه يختلف من مجال علمى إلى آخر، وبالتالى يتفاوت مفهوم الرمز فى الرياضيات والسياسة والحياة العامة، وهذا الملمح هو الذى جعل كلمة الحرية مختلفة فى دلالتها القديمة "بمعنى نقيض العبودية أو الجنس الخالص" عن الدلالة الحديثة ذات الأبعاد الفلسفية والجمالية والسياسية.

وهذا أيضاً ما جعل مفهوم الرمز يتطور من كونه دالاً على اللغز أو الأحجبة إلى أبعاد أخرى تدل على الكثافة وقابلية التأويل.

أما الشاعر مهدى توفيق بندق فقد جاءت مداخلته تحت عنوان "الشعر سفيراً فوق العادة" وقد حاول فيها تناول العلاقة بين الشعر "أو الفن بوجه عام" والفلسفة "المادية والمثالية" مؤكداً من خلال طرحه الموجز لتاريخ فلسفة الرموز واللغة والمعرفة مؤكداً أن الشعر دائماً كان فى علاقة جدلية بالواقع وضارباً عدداً من الأمثلة للعلاقة الشائكة بين الرمز والحرية واللغة مستدعياً بعض نصوص أبن عربى الدالة فى هذا السياق مستخلصاً فى النهاية أن الشعر له خصوصيته فى التعبير عن العالم وليس تابعاً لنظرية فلسفية أو مذهب فكرى بعينه مؤكداً أن الشعر قادر على اعتناق الموقف النسبى والتعبير الخاص عنا لا يستطيع الفلاسفة المحترفون قوله وإذاعته.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر