كتاب "ثورة الشعر الحديث" والدكتور عبد الغفار مكاوي في المائدة المستديرة

 (الكتاب يعرض لثلاثة شعراء (بودلير – ملارمية – رامبو) وينتهي عند آخر عقد الستينات. قال المترجم: دافعي إلى الترجمة هو حُبّي للنص، وتجربة الشعر عندي هي تجربة اتحاد صوفي رغم أني لست شاعرًا. بعض ترجماتي فيها شيء مِنّي وأهمها الرومانسية فكان الكتاب ضد الرومانسية لرغبتي في التمرد عليها).

في المائدة المستديرة عن كتاب (ثورة الشعر الحديث) للدكتور عبد الغفار مكاوي والتي رأسها د. عبد المنعم تليمة رئيس المؤتمر وحضرها عدد كبير من النقاد والأدباء.. منهم الشاعر/ د. حسن طلب، والشاعر/ أحمد سويلم، والشاعر/ عبد المنعم عواد يوسف، والشاعر/ رفعت سلام، والأديب/ قاسم مسعد عليوة، والشاعر/ سمير درويس، والشاعرة/ فاطمة ناعوت، والدكتورة/ فاطمة قنديل، ، والشاعر/ سمير درويش، والشاعرة/ لينا الطيبي، والشاعر/ فارس خضر، والشاعرة/ هبة عصام، وعدد كبير من النقاد والأدباء والإعلاميين.

بدأت الجلسة بحديث د. عبد الغفار مكاوي عن جيله، والأساتذة الذين تعلم على أيديهم ومدى تأثره بالطابع الموسوعي الذي اتسموا به وأخذه منهم فقال د. عبد الغفار مكاوي: جيل الرواد تعلموا الموسوعية من طه حسين والعقاد والثقافة العربية كانت تحتاج إلى هذا.. فطه حسين مثلاً له دور كبير في الترجمة فهو ممن فتحوا أبواب ونوافذ على الثقافة الإنسانية والعالمية. كذلك دور زكي نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي، وغيرهم.

فالموسوعية كانت من سماتنا باعتبارنا تلامذة أنا وجيلي لهؤلاء.

ونحن الآن بحاجة إلى قدر من الموسوعية رغم اتجاه ثقافة العصر نحو التخصص الدقيق.

وذكر أن موهبته الأدبية بدأت معه منذ أن كان عمره 10 سنوات وكان اتصاله بصلاح عبد الصبور دافعًا لانصرافه عن الشعر واتجاهه إلى الترجمة ولكن استفاد من كتابته للشعر في ترجمته له.

وتحدث الدكتور عبد المنعم تليمة قائلاً أن فن الدكتور عبد الغفار مكاوي أصيل وهناك انتقالات فنية في الحركة الشعرية العربية فمثلا قصيدة التفعيلة نقلته واستقرت. ثم جاءت النقلة الأخرى المتمثلة في قصيدة النثر سواء قصيدة النثر المكتوبة بالفصحى أو المكتوبة بالعامية.

في نفس هذه القاعة منذ أكثر من عشرين سنة الشاعر المرحوم عبد المنعم الأنصاري قدم لنا قصيدة عن قرطبة وقد بدا النص غريبًا، ولأننا لم نكن نعرف القناص في ذلك الوقت فكانت الاتهامات بالسرقة.

د. عبد الغفار بدأ مشروعًا في هذا الكتاب يذكرنا بالمشروع الثلاثي الذي طرحه د. طه حسين وعبد الرحمن العبادي وأحمد أمين في التأريخ للمشروع الإسلامي فمن يتأمل العمل يرى شيئًا ما يثير التساؤل، أين شكسبير وبقية شعراء الإنجليز من الكتاب وأين بوشكين وبقية شعراء روسيا.

وقد التقيت بصلاح عبد الصبور وعبد الوهاب المسيري فقال أنه انتهى من مسرحية (مآساة العلاج) واتفقنا يومها وكان مشغولا بكتابتها وكنت معه أيضًا مشغولاً بها رغم أن لغتي الإنجليزية كانت محدودة وربما لتأثرنا بترجمات ماهر شفيق فريد فاتفقنا على تقسيم المسألة فاتفقنا على أن يترجم هو تطور الشعر السلالي الرومانسي وصلاح عبد الصبور قال إنه سيأخذ الشعر الأنجلوساكسوني، ولكنهما لم ينفذ ما اتفقنا عليه وأنا أرى أنهما كانا محقين لأن الترجمة قد تأخذ المبدع من إبداعه.

قالت د. فاططمة قنديل: لدي شيء من التوجُّس حول شيئين.. هما الحديث عن المثقف الموسوعي وأتساءل عن دور المثقف المؤمن بتداخل الحقول المعرفية في مجال بعينه أو في نقطة بعينها..

والحديث عن أن نهاية الفلسفة الميتافيزيقية انتهت عند هيجل وما رأي د. عبد المنعم تليمة في أن جاك دريدا كونه هيجلي.

د. حسن طلب: مشكلة العلاقة بين الشعر والفلسفة وفي هذا الكتاب لمحات تشير إلى علاقة الفكر بالفلسفة ولكن هذه اللمحات لا تكفي. ونحن نريد من هو مؤهل لكي يقرر لنا هذه العلاقة وأظن أن د. عبد الغفار مؤهل لذلك.

وقال الشاعر/ عبد المنعم عواد يوسف: كلنا تأثرنا بهذا الكتاب وربما أنه دفعنا إلى التجديد في الشعر وميزة هذا المؤتمر أنه وضع في أيدي الشباب هذا الكتاب، فإصدار هذا الكتاب الفخم فرصة ليقرأه الشعراء الشباب.

ورأى الشاعر أحمد سويلم أن ترجمة الشعر من أصعب الأعمال وعند قراءة هذا الكتاب أجد سلاسة وبساطة وكأنه لم يقابل أيّة صعوبة في الترجمة، وأرى من المهم جدًا الإشارة إلى الصعوبات التي واجهت الدكتور عبد الغفار في ترجماته والحديث عن أن الترجمة خيانة للشعر ومثل هذا الكلام.

د. سيد البحراوي: التجارب الشعرية التي قامت عليها نصوص هذا الكتاب وهذه النصوص تنتمي لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى وهي تنتمي لشعر الحداثة وليس الشعر الحديث، لهذا هل يمكن أن نغير العنوان.

وتسائل: هل توافق على ما قاله د. عبد المنعم تليمة أن قصيدة النثر هي التجلي الأوحد لحركة الشعر فيما بعد الرومانسية.

وسألت الشاعرة فاطمة ناعوت: عن ماذا عن ترجمة الشعر شعرًا فالحديث في المقدمة أنه قام بهذا من قبل وشكسبير ومحمد عناني قاما بهذا الأمر.

وصمويل بيكت ولويس عوض، إذ قال الإيطاليون أيها المترجم أيها الخائن فما درجة الخيانة ومقياسها الإجرامي إذا ترجم الشعر شعرًا، وهل الخيانة تنقل النص المُترجم من نص إلى نص آخر.

رد د. عبد الغفار مكاوي : سؤال الشاعرة فاطمة قنديل.. سؤال مشروع جدًا فالإنسان عندما يتأثر بنص أجنبي ويقرر نقله إلى لغته فهذا يؤدي إلى مشكلة لأنه لا يمكن نقل النص إلى لغة أخرى بل الأفضل قراءته في لغته لكن هناك ضرورة حضارية وتاريخية لذلك، فمثلاً ملحمة جلجامش التي ترجمتها للعربية عثر على ترجمة لها في اللغة الحبشية كذلك وجد بعض ألواح هذه الملحمة في تل العمارنة لأن أفلاطون دولته كانت مترامية الأطراف. فالترجمة ضرورة وقد قلت في المقدمة هل يمكن أن تعصب أعيننا على تجارب كبرى في الشعر العالمي، لكن ليس كل من تيقن اللغة حتى لو كان استاذًا جامعيًا يصلح لترجمة الشعر، فلابد أن يقوم بها أديب أو شاعر.

وقال: أدرس الترجمة كعلم رغم أنها الآن علوم ونظريات كثيرة وهناك معاهد متخصصة في الترجمة، وأمن وجود هذه المعاهد في مصر متخصصة في الترجمة للذي تخرج من الجامعة وليس للذي حصل على الثانوية العامة ليترجم في مجال تخصصة.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر