الشاعر رفعت سلام ود. محمد عبد السلام يثيران جدلاً حول مرجعيات الشعر الجديد

شهدت جلسة "مرجعيات قصيدة النثر المصرية العربية"، والتي تحدث فيها الشاعر رفعت سلام والناقد د. محمد عبد السلام، وأدارها د. محمد بريري، جدلا كبيرا، إذ بدأ سلام بمقدمة من ثلاثة مقاطع عن افتقار الكتابات النقدية المصرية إلى الدراسات المتخصصة في قصيدة النثر ولمرجعيتها. وقال إن الموجه الأولى التي أنطلقت أواخر الخمسينيات حول مجلة شعر وأسست للمصطلح والعقيدة قدمت النماذج الأولى لأول مرة في تاريخ الشعر.

والموجه الثانية التي أنطلقت في التسعينيات لتحرير العقيدة مما تبق فيها من قيود واختراق الممنوعات والمحرمات الشعرية (الأخلاقية والاجتماعية والفنية)، ثم في التسعينات جيل شعري منقسم على ذاته في حلقتين الأولى قادمة من قصيدة التفعيلة (محمود قرني- حسن خضر- فتحي عبد الله – علي منصور– عزمي عبد الوهاب)، وغيرهم، والمجموعة الثانية خاصمت التفعيلة وقدمت قصائد النثر الأولى بدون مرجعية تفعيلية مثل (عماد أبو صالح – إيمان مرسال – هدى حسين – محمود خير الله – جرجس شكري – عماد فؤاد، وغيرهم).. ثم قدم رفعت إسلام مجموعة من الأسئلة عن الجذور في المراحل الأولى لكتابة قصيدة النثر وعن الجذر الطبيعي لقصيدة النثر وسؤال المشروعية لقصيدة النثر إزاء الوعي العام الرافض، والاتهامات المنكرة لها..

كما تحدث د. محمد عبد السلام إبراهيم عن مرجعية الشعر العامي فقال إن العامية هي مثار للتساؤلات من أين أتت وإلى أين ترجع مقارنة بالفصحى، وإن العربية انتشرت مع الإسلام فظل المسلمون محتفظين بلغتهم في الأمصار التي دخلها الإسلام، وهي بلاد تتحدث لغة مختلفة، فكان لابد من لغة وسيطة للتفاهم بين هذه الجماعات المختلفة الأصول والمتباعدة اللغات، وأخذت هذه اللغة تتطور مع الزمن حتى ظهور اللغة الدارجة أو اللغة العامية، وأضاف د. عبد السلام أن هناك فرق بين الأدب العامي والأدب الشعبي مشيراً إلى أشكال التعبير في الأدب العامي (فنون الشعر الملحون) مثل الزجل في مصر وامتزاج الشعر الفصيح بالعامي في العصر المملوكي..

وفي المداخلات التي أدارها الدكتور محمد بريري.. قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي إن قصيدة النثر هي الاتجاه السائد في التسعينيات ولا تزال حتى الآن تنتظر القبول العام والذي حظيت به قصيدة التفعيلة خلال العشر سنوات الأول لها..

وتساءل حجازي: لماذا أصحبت قصيدة النثر اتجاها سائداً في الكتابة وليس اتجاهاً سائداً في القراءة؟.

وأضاف الشاعر عبد المعطي حجازي أنه يتفق مع د. محمد عبد السلام في علاقة المصريين بالعرب، ولكن هناك ملحوظات منها.. لماذا اختار شعراء العامية "الشعر العامي" وكان قبل ذلك يطلق على العامية "الزجل" وعلى الفصحى "شعر الفصحي"؟.. وأضاف: لا أعتقد عندما نتحدث أو نتثقف بالفصحى أننا نتحدث بلغة غزاة.

وقال الدكتور "عبد الغفار مكاوي" إن التراث ما تصنعه أنت (رأي نجيب محفوظ) وأصبحنا الآن نعيش ثقافة مختلفة عما قبل والتراث يجدد نفسه باستمرار وهناك جينات متواجدة في كل جيل، لكن جيل التسعينات غاب تماما عن تراثه وبعض كتاب قصيدة النثر علاقتهم سيئة بالتراث وعلى قصيدة النثر أن تتجاوز نفسها وتختار إيقاعها..

وأشار الدكتور "ذكريا عناني" إلى أن لديه تحفظ على نشأة الشعر العامي وهذا يحتاج إلى إعادة نظر فالموشحات ظهرت في بادئ الأمر ثم انتشرت الأزجال بعد ذلك..

وقال عبد المنعم عواد يوسف إننا لسنا ضد قصيدة النثر وهناك مبدعون حقيقيون يكتبونها مثل الراحل محمد صالح وفريد أبو سعده وحلمي سالم وعلى منصور، وغيرهم..

لكن هؤلاء كتبوا التفعيلة أولاً وشعروا إنها انتهت فكتبوا النثر أما الكثيرون الذي كتبوا قصيدة النثر في التسعينات فقد دخلوها من باب الاستسهال..

أما الشاعر سيد الخمسيي فقال لدينا إشكالية في القبض على الحالة الشعرية وليس النثر والتفعيلة وحدهما المتهمان بهذا..

وأكد الشاعر إسماعيل عقاب على أن الموسيقى موجودة في الجزيرة العربية منذ زمن بعيد وأن الإيقاع الموسيقى هو أساس الشعر عند العرب.

وفي ختام الجلسة علق الشاعر رفعت سلام على ملحوظة الشاعر عبد المعطي حجازي قائلاً : إن قصيدة النثر تحتاج إلى قراءة والقراءة تحتاج إلى جمهور وليس للشعراء قرارًا في صنع الجمهور ونتأمل وعي الجمهور واحتياجاته الآن من خلال مشاهداته لمباريات كرة القدم أو الحفلات.

وأضاف سلام أن قصيدة النثر نشأت في فرنسا ولم تعاني ما عانته قصيدة النثر في مصر..

وبالفعل أنا أتصور أن قصيدة النثر في مصر مدعوه إلى تجاوز نفسها كما أشار الدكتور مكاوي..

وقال الدكتور محمد عبد السلام إننا نتعامل مع الشعر الفصيح والعامية على أنهما في مواجه وأنا أتفق تمامًا على فكرة اختلاف الحضارات فجميعنا عرب رغم انتماءات جذورنا.

جمال حراجي


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر