النمنم.. يتهم من يحاولون تغييب الجانب القبطي في أحداث اليوم

صرح الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة أن الحادث الإرهابي الغاشم الذي تعرضت له كنيسة ماري جرجس بطنطا يقف وراءه المعنيون بمحاولة تغييب الجانب القبطي من الهوية الوطنية المصرية خلال كلمته في افتتاح الدورة السابعة عشر من المؤتمر الأدبي لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي تحت عنوان "أثر الأدب على الهوية المصرية بين الحضور والتغيب.. دورة الشاعر الراحل سيد حجاب" والتي يرأس دورته د. حامد أبو أحمد أستاذ الأدب المقارن والعميد الأسبق لكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر ويتولى أمانته الشاعر علاء رزق في إطار خطة المؤتمرات الإقليمية التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة صبري سعيد سنويا لتحقيق التواصل بين مبدعي مصر لتتشكل برلمانات مصغرة للأدباء لمناقشة قضايا الوطن والتأثير المتبادل بينها وبين الأدب.

وأضاف الوزير خلال كلمته أن افتتاح المؤتمر بعد ساعات قليلة من الحوادث التفجيرية التي تستهدف أمن مصر، يجعل موعد انطلاق المؤتمر مناسبا في طرح تساؤله حول الهوية في الأدب، وأثنى على اختيار عنوان المؤتمر وشخصية الراحل سيد حجاب الذي كان من أبرز المنشغلين والمهمومين بالهوية المصرية والهوية الوطنية.

وأكد النمنم أن سؤال الهوية كان شاغل الثقافة المصرية في العصر الحديث منذ كتاب رفاعة الطهطاوي "مناهج الألباب المصرية في مذاهب الأداب العصرية"، ثم كتابات الشيخ حسين المرصفي، ومحمد عبده مرورا بأعلام الأدب ومنهم توفيق الحكيم ود. محمد حسين هيكل، د. طه حسين ويوسف إدريس وجمال الغيطاني وكل المبدعين الذين شغلهم سؤال الهوية.

وأشار الوزير أن الهوية المصرية منذ العصر الفرعوني هوية منفتحة ومتسامحة، ومحاولة تغييب أي جانب من جوانب الهوية المصرية يكشف عن جهل بالشخصية المصرية والتاريخ الحضارة المصرية القديمة. وتابع وزير الثقافة، أن علماء الأثار الألمان أكتشفوا في مداخل المعابد المصرية غرفة، غريبة عن المعابد توصلوا إلى أنها تسمى غرفة "الألهه الضيوف"، كانت مخصصة لضيوف مصر ممن لا يدينون أو يتعبدون للألهه المصرية القديمة، وتلك هي هي الروح المصرية العظيمة روح التعدد والتنوع والتسامح.

وشدد وزير الثقافة، على أننا لابد أن نفخر، ففي تاريخ المسيحية، نستطيع أن نتحدث عن المسيحية المصرية، وأن نقول بكل ثقة أن الكنيسة المصرية كنيسة متميزة في تاريخ المسيحية كلها، وفي تاريخ الإسلام نستطيع أن نتحدث بكل ثقة عن الإسلام الذي يتميز بالوسطية كدين وعقيدة، ومن يحاول تغيب أى جانب من جوانب هذه الهوية فإنه يخطأ في حق التاريخ والحضارة والأجيال وفي حق مصر.

بدأ حفل افتتاح المؤتمر بافتتاح معرضاً للفنون التشكيلية ومعرضاً للكتب أعقبها  كلمة أمين عام المؤتمر الذي رحّب بالسادة الحضور وأشار خلال كلمته إلى أن الهوية المصرية هي حاصل ضرب مختلف الحضارات والثقافات والأديان حيث انفتحت مصر على كل ماهو جديد آخذة منه المفيد لافظة لكل ماهو ضد نواياها الصلية ، حيث تعامل المصريون مع المسيحية والإسلام الوافدين إليها.

 وأضاف أن الشخصية المصرية تكونت من حصيلة كل ما مر بها على أرض الواقع ، ورغم تلك التعددية تظل هوية مصر لها شكلها الخاص ، وأن الأدب له رسالة في المجتمع، فوجب علينا جميعًا أدباء وباحثين أن نفكر سويًا في بناء جيل واع مستنير من الصغر معتمدًا على تحديات المجتمع وثقافته في مواجهة غزو الثقافات الغربية على هويتنا المصرية وتغييب وعبًر رئيس المؤتمر عن سعادته البالغة لاختياره لرئاسة هذه الدورة من المؤتمر الذي يحمل هذا العنوان المتميز الذي نحن في أشد الاحتياج إليه وأن الثقافة هي التي تحمي المجتمع من التطرف وفي السبعينيات كان هناك انفتاحًا في التعليم كما كانت الثقافة منفتحة على كل التيارات، وإن للأدب دورًا كبيرًا في صنع هوية المجتمع فإن أمريكا اللاتيتية تحديدًا استطاعت أن تصنع هوية أدت إلى تحول رائع في هذه المجتمعات

وأكدت سهير نصحي رئيس الإقليم أن المؤتمر من خلال عنوانه يناقش قضية مهمة في اللحظة الحالية ليؤكد أننا أننا انحزنا بقوة لواقعنا وقضايانا للدفاع بالأدب والفكر والإبداع عن شخصيتنا المصرية وهويتنا العربية وقيمنا الإنسانية .

أشار صبري سعيد في مطلع كلمته إلى أن هذا النوع من المؤتمرات يثري الحالة الثقافية في مصر وأثنى على اختيار الشخصية المكرمة "الشاعر الكبير سيد حجاب"  واختيار موضوع دورة المؤتمر لهذا العام مؤكداً أن  أي أمة تتحرك للترقي يحكم عليها بالحياة وإذا جنحت واستكانت يحكم عليها بالموت .


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر