فى افتتاح مؤتمر أدباء مصر

النمنم: ثورتي 25 يناير و30 يونيه كانتا ثورة الهامش على المتن  بديوى: المثقفون هم من يملكون القدرة على التأثير على المواطن وأنتم طوق النجاة  خطاب: تجمع الأدباء هو السيف والدرع لحماية الوطن

 

استقبلت فرقة المنيا للفنون الشعبية الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة واللواء عصام البديوي محافظ المنيا ود. سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وأعضاء مؤتمر أدباء مصر بديفيليه راقص تضمن مجموعة من الرقصات التي تعبر عن التنوع في الثقافة المنياوية منها "رقصة الكف البدوي، والتحطيب، ورقصة العصاية" وذلك في افتتاح الدورة الحادية والثلاثين لمؤتمر أدباء مصر بعنوان "ثقافة الهامش والمسكوت عنه في الثقافة المصرية.. دورة الأديب يحي الطاهر عبد الله" والذي يرأسه د. شاكر عبد الحميد ويتولى أمانته الشاعر سعيد عبد المقصود، حضر المؤتمر أ.د. جمال أبو المجد رئيس جامعة المنيا، ولفيف من القيادات الثقافية بالهيئة والمحافظة والقيادات التنفيذية بها.

 

بدأت فعاليات الحفل الرئيسي على مسرح محافظة المنيا باسكتش مسرحي غنائي لفرقة المنيا القومية المسرحية بعنوان "منعة خوفو" تناول قصتين خالدتين من قصص الحب بالمحافظة وهما قصة إخناتون ونفرتيتي وقصة حسن ونعيمة وما قدمته نفرتيتي ونعيمة من تضحيات للحفاظ على الحبيب، العرض من تأليف الشاعر أشرف عتريس إخراج حمدي طلبه، واختتمت العروض بفقرة فنية لفرقة المنيا للفنون الشعبية، كما ألقى الشاعر الكبير حسن طلب قصيدة بعنوان "استضاءة"

 

وفي كلمته أشار أمين عام المؤتمر إلى أن المؤتمر ينعقد هذا العام تحت عنوان "الهامش والمسكوت عنه في الثقافة المصرية وقد قصدنا بهذا رد الاعتبار للمتن المهمل لأن ما نعيشه يؤسس لتهميش الثقافة في الوقت الذي لابد من التعامل معها تعامل استراتيجي، وقد طلب عبد المقصود عدة مطالبات لتحقيق ذلك بأن تتخذ الإدارة السياسية قراراً بدعم مشروع ثقافي قومي لبناء شعب مثقف بهويته التي تتسم بالسماحة والسلام، أيضا أن نخرج بالثقافة من الصالونات المغلقة إلى فضاءات الواقع بالتحام المثقف بالجماهير، متسائلاً ولكن كيف يقوم المثقف بدوره التنويري وهو مطحون بين حضارة مستوردة وعذابات سباق رفع الأسعار؟، كما دعا وزير الثقافة بتخصيص ميزانية ثابتة لهذا المؤتمر باعتباره أكبر مؤتمر للأدباء بالوطن العربي بل والشرق الأوسط كله مؤكداً أنه لا تطوير للمؤتمر إلا بمعالجة ميزانيته.

 

أكد الناقد د. شاكر عبد الحميد رئيس المؤتمر في كلمته على أن هذا المؤتمر هو أكبر مؤتمر ثقافي شهدته مصر خلال السنوات الأخيرة مشيراً إلى العنوان الرئيسي للمؤتمر حول ثقافة الهامش والمسكوت عنه متسائلاً هل ثقافة الهامش الآن هي ثقافة الهامش أمس وخاصة بعد هذه التطورات المتلاحقة السريعة في الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن هناك تغير كبير في ثقافة الهامش والمسكوت عنه، ومشيراً إلى أحد المحاور الرئيسية للمؤتمر حول ارتباط ثقافة الهامش بالمعنى الجغرافي أو الاجتماعي الذين غفلت عنهم السلطة، وقد يحدث هذا الإقصاء بالمعني السياسي أو الاقتصادي أو اللغوي، متطرقاً إلى محور هام من محاور المؤتمر وهو علاقة الهامش والمسكوت عنه بالتقنيات الحديثة في الرواية والشعر والمسرح كما أكد عبد الحميد إلى أن اختيار المنيا لإقامة المؤتمر لكونها مهد التوحيد على يد إخناتون ومن التنوير على يد طه حسين إضافة إلى احتوائها على العديد من كبار الفنانين والمثقفين.

 

وأشار د. سيد خطاب في كلمته إلى أن اختيار المنيا لإقامة المؤتمر لم يكن اختيارا مجانيا وأن مبادرة المحافظ ليست مبادرة مجانية بل عن وعي، مؤكداً على أن المنيا النموذج الأعظم للتكوين المصري، وأضاف أن التعدد اللوني وتراكم الطبقات الثقافية في المحافظة يجعلنا نصفها بأنها نموذج للتحدي الذي نبغيه، ووعد  خطاب بأن يكون المؤتمر على امتداد محافظة المنيا من خلال بعض من مدارسها ومقاهيها ومراكز شبابها، كما دعا خطاب الأدباء إلى حماية مصر لتكون دولة ثقافة ورسالة حب للعالم، وأكد على دور مبدعيها بتقديم مصر الحديثة، ووصف تجمع الأدباء بأنه المسئول عن حماية الثقافة الجماهيرية ودرعها وسيفها لحماية الوطن التي هي حماية للإنسانية جمعاء.

 

فيما أشار اللواء البديوي إلى أن هذا المؤتمر جاء في الوقت المناسب، فمحافظة المنيا تحتاج لجهود جميع الأدباء والمثقفين لتوسيع مدارك المواطنين وهدم الأصنام الفكرية، ليسود  التفاهم والحب، لنفتح الباب أمام النهضة في كافة المجالات ولنضع مصر في المكانة التي تليق بها، وأضاف البديوي "المثقفون هم من يملكون القدرة على التأثير على المواطن من خلال إنتاجهم  الفكري، وأنتم طوق النجاة فلا تتركونا لهؤلاء، وتمنى أن يكون هذا المؤتمر بداية الصحوة الحقيقية في الثقافة المصرية.

 

        قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، " قبل وقع الأختيار على محافظ المنيا لإقامة الدورة الـ 31 ، كانت هناك محافظتان مستعدتان لإقامة  المؤتمر، ولكن تم الإستقرار على المنيا، لانها بلد طه حسين رائد التنوير، والداعي إلى ديمقراطية التعليم وحق الممعرفة، بلد الشيخ على عبد الرازق الذي إحتفلنا منذ أيام بمرور نصف قرن على رحيله، بلد الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر الذي دعا إلى تجديد الفكر الديني، وهدى شعراوي التي تعبر عن كبرياء ووطنية المرأة المصرية، وتلك هي الدولة المدنية المصرية التي لا بديل عنها"، وأضاف إننا نرفض من يريدون أن يكون التطرف والإرهاب والإختلال الطائفي عنوانا للمنيا.

 

وأوضح وزير الثقافة أن العلاقة بين الهامش والمتن علاقة نسبية، فما كان هامشا بالأمس أصبح متنا اليوم، ونحن في مصر منذ ثورة 25 يناير وقبلها بسنوات ونحن في حالة صراع إجتماعي وسياسي وثقافي، وأن الهامش في حضارتنا العربية لم يكن نظره دونية، أما في العالم السياسي والإجتماعي، أصبح ينظر له نظرة دونية نتمني أن يسقطها هذا المؤتمر.

 

وأكد وزير الثقافة انه من أجل القضاء على فكرة الهامش الجغرافي في الثقافة المصرية، رفعنا شعار العدالة الثقافية التي تنقل كل المجالات الثقافية والفنية إلى كل مكان في مصر، وأن ثورتي 25 يناير و30 يونيه كانتا ثورة الهامش على المتن الذي شاخ ولم يعد قادرا على التطور.

 

        وفي نهاية فعاليات الافتتاح قدم المحافظ درع المحافظه لكل من وزير الثقافة، رئيس الهيئة، كما كرم المحافظ رئيس المؤتمر وأمينه العام والسفير عبد الرؤوف الريدي رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة والسفير رضا الطيفي مدير صندوق مكتبات مصر العامة، كما كرمت الهيئة العامة لقصور الثقافة محافظ المنيا والسفير عبد الرؤوف الريدى بإهدائه درع الهيئة، وشخصية المؤتمر الكاتب الكبير الراحل يحيى الطاهر عبد الله و ورئيس المؤتمر بإهدائهم درع الهيئة وشهادة تقدير الشاعر سعيد عبد المقصود بإهدائه درع الهيئة، بالإضافة لتكريم الأمانة العامة للمؤتمر لكل من إبتسام الدمشاوى ممثلة عن أدباء المنيا والروائى سعيد نوح ممثلاً عن أدباء الوجه البحرى والشاعر عبد الرحيم طايع ممثلاً عن أدباء الوجه القبلى والروائية والقاصة منى الشيمى ممثلة عن أديبات مصر والناقد شريف رزق عن النقاد والإعلامى أسامة الرحيمى عن الإعلاميين واسم الشاعر الراحل محمود المغربى بإهدائهم درع الهيئة وشهادة تقدير.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر