المؤتمر الأدبي رقم 15: الخطاب الثقافى فى وسط الصعيد .. الواقع والمستقبل

فتتح الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة واللواء أشرف شاش سكرتير عام المحافظة نائباً عن اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد المؤتمر الأدبى الخامس عشر لإقليم وسط الصعيد الثقافى المقام فى الفترة من 3 إلى 5 مارس الجارى تحت عنوان "الخطاب الثقافى فى وسط الصعيد...الواقع والمستقبل" والذى تعقد جلساته بالمركز الإستكشافى للعلوم والتكنولوجيا بالخارجة برئاسة الكاتب حمدى البطران ويتولى أمانته الأديب أحمد دياب.
بدأت الفعاليات باستقبال الحضور بالدفوف والمزمار، تلاه افتتاح معرض لمنتجات مركز الحرف اليدوية بالوادى ضم عدداً من المنتجات الخزفية، بالإضافة لبعض اللوحات التشكيلية المرسومة بالرمال الملونة الطبيعة والمتوفرة بالبيئة للفنان أحمد وهبه، كما تم افتتاح معرض بعنوان "طريق العلم والإيمان" للفنان طلعت جاد الله ضم عدداً من أعماله المكتوبة بالخط العربى على الورق وبعض سور القرآن على البيض والليمون وبعض اللوحات العلمية الاسترشادية والجرائد والمجلات القديمة من أرشيفه الخاص.
ورحب أحمد دياب فى كلمته بالحضور، ونوه إلى أن المؤتمرات التى أقيمت على أرض الوادى لا لتعبر إلا عن إيمان قادة هذا الإقليم ومثقفيه بدور الثقافة فى تغيير الحياة، وأن ثقافة الحدود ظلت لفترة تعانى من العزلة وأن ثمة إحساسا بالتهميش كان يعترى مثقفى الحدود ولم يعد الآن كسابق عهده بفضل الحراك الثقافى فى الآونة الأخيرة، مشيراً إلى توفيق أعضاء أمانة هذا المؤتمر فى اختيار محوره الرئيسية، وأننا أحوج ما نكون الآن لصياغة خطاب ثقافى يواكب التغيرات الطارئة على حياتنا اليومية ويحتاج  لثورة فكرية ومنهجية موازية لحجم الثورة التقنية الحديثة.
ودعت د. فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافى الحاضرين لمناقشة قضية الخطاب الثقافى وأن نعيد النظر فيه من جديد حتى نصل إلى المصداقية التى تمنحه القدرة على التأثير ومن ثم التغيير، وأن يكون لهذا الخطاب صدى لما تحسون وتشعرون سواء سلباً أو إيجاباً، وأن يكون فى مستوى الناس وبعيد عن السطحية والضحالة، كما يجب أن يكون الخطاب الثقافى مسئولاً لا يحلق فى الفراغ، يأخذ من الواقع ويعطى له، وطالبت المشاركين بضرورة الخروج من هذا الخطاب بمعناه الواسع بمجموعة من القيم الإيجابية التى تسهم فى بناء مستقبل مشرق لمصر.
وأكد حمدى البطران على أن لا ملاذ لمصر ورجالها ومثقفيها من كل ما يحاول تمزيقها سواء من الغرب أو الدعوات بإقامة خلافة إسلامية إلا من خلال خطاب ثقافى معتدل يتصدى لكل تلك المؤامرات بالتعبير عن هويتنا المصرية والعربية، مشيراً لدور المثقفين فى إعلاء هذا الوطن عبر تاريخه ومقاومتهم للإستعمار وأنهم المحرك الرئيسى فى تقدمه.
ونقل محمد عبد الحافظ تحيات د. جابر عصفور وزير الثقافة للحاضرين، كما وجه التحية لمحافظ الوادى الجديد على استضافتة للمؤتمر ودعمه المستمر للثقافة، منوها إلى أن المؤتمر اليوم يقام فى ظرف تاريخى، تحتاج مصر فيه لكلمة مبدعيها وكتابها المخلصين ودعمهم الكبير واللامحدود من أجل مقاومة الإرهاب والتطرف الذى يضرب أوصالها وأوصال الوطن العربى، كما تحتاج إلى خطاب ثقافى مختلف مشبك مع الواقع ويتفاعل معه، يأخذ من عقل المتحاور معه ويزيد ويحذف ليكون خطاب متحرك وليس ساكن، وأن نعمل على الحفاظ على منجز السابقين من المبدعين والمخلصين مع محاولة إضافة ما يناسب اللحظة الراهنة، وأن نتحرك جميعا تحت مظلة المنظومة الثقافية التى تشارك فيها ما لا يقل عن عشر وزارات، وتمنى أن يكون لدينا مشروعاً متنوع للنشر يصل بالنشر الإقليمى إلى أقصى درجات الجودة والتوزيع والدعم من خلال مواجهة مشكلاتنا والعمل على حلها، ومؤكداً على التعاون مع عدداً من الجهات لإقامة مواقع ثقافية صغيرة تكون نقطا منيرة فى القرى والمدن نستطيع من خلالها أن نملأ الفراغ الثقافى الموجود وعن طريق التوسع فى مواقع لن تزيد تكلفتها عن عدة ملايين فى حوالى خمسين قطعة أرض مخصصة وجاهزة للبناء.
وألقى أشرف شاش كلمة محافظ الوادى الجديد موضحاً فيها أن إقامة هذا المؤتمر على أرض الوادى الجديد يؤكد على دور الثقافة بالنسبة للمناطق الحدودية فى الوقت الراهن وأنها أحد أهم الأسلحة الدفاعية فى مواجهة التطرف والإرهاب الذى يسعى لزعزعة أمن الوطن، وأن الدور الثقافى يعمل فى الفترة الحالية على تجميع جهود الدولة ممثلة فى التعاون بين كافة وزاراتها للخروج بعقل مواطن واعى يستطيع أن يعبر بهذا الوطن لبر الأمان.
أعقب ذلك تبادل الدروع بين نائب المحافظ ورئيس الهيئة ورئيس الإقليم، كما تم تكريم الروائى حمدى البطران والمبدع عاطف الحكيم بإهدائهم درع الهيئة، بالإضافة لتكريم الأديب أحمد الليثى والشاعر طارق فراج بإهدائهم درع الإقليم.

 

«الخطـاب الثقـافى فى وسـط الصعـيد.. الواقـع والمستقـبل»
من 3 مارس إلى 5 مارس 2015م المركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا
مدينة الخارجة، محافظة الوادى الجديد


ـــــــــــــــــ
اليوم الأول
 الثلاثاء 3 مارس 2015م
** الجلسة الافتتاحية: 
(المركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا، بحى الأمل) الساعة 12.30 ظهراً
بعرض فنى رائع لفرقة الوادى الجديد للفنون الشعبية افتتح الكاتب المسرحى الأستاذ محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والسيد اللواء أشرف شاش، سكرتير عام محافظ الوادى الجديد، نائبا عن السيد اللواء محمود عشماوى، محافظ الوادى الجديد، فعاليات المؤتمر الأدبى الخامس عشر لأدباء إقليم وسط الصعيد الثقافى، الذى عقد تحت عنوان «الخطاب الثقافى فى وسط الصعيد.. الواقع والمستقبل»، وبرئاسة الأديب حمدى البطران، وتولى أمانته الشاعر أحمد دياب، وبحضور السيدة الدكتورة فوزية أبو النجا، رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافى، والأستاذ صلاح حسان، مدير عام فرع ثقافة الوادى الجديد، والعديد من الأدباء والنقاد والإعلاميين.

* في كلمته أشار الشاعر أحمد دياب، أمين عام المؤتمر، إلى أن العناصر الفنية والبيئية التى تشكل التركيبة البشرية لمبدعي الوادى الجديد، تلك الواحات الضاربة فى عمق التاريخ والجغرافيا، وتطرق إلى معاناة مثقفى الحدود من العزلة والتهميش من الثقافات المجاورة، ثم تحدث عن دور الثقافة فى تحريك المياه الراكدة وتغيير المفاهيم، مؤكدا أننا الآن فى حاجة إلى مناقشة وفتح جدل حول عنوان المؤتمر«الخطاب الثقافى فى وسط الصعيد.. الواقع والمستقبل»، وأننا فى أشد الحاجة لصياغة  خطاب ثقافى حقيقى لا يقع فريسة لأفكار متطرفة، وقراءة الواقع بشكل محايد.
* فى كلمتها تحدثت الأستاذة الدكتورة فوزية أبو النجا، رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافى عن ما يمر به الوطن من أزمات شديدة ، وأكدت أننا نحتاج إلى أساليب جديدة فى كل مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية، وقدمت الشكر لأمانة المؤتمر على اختيارها موضوع الخطاب الثقافى وطرحه للمناقشة على مائدة الحوار فى الدورة الحالية من مؤتمر وسط الصعيد الثقافى، لتواكب تلك المستجدات التى طرأت على المجتمع المصرى، والتى تتلخص فى غياب المصداقية عن خطابنا الثقافى الراهن، وطالبت بأن يكون هذا الخطاب غير متعالٍ ويكون فى مستوى البسطاء، وأن يشتبك مع الواقع، وتشخيص ما يعانى منه خطابنا الثقافى من الأمراض، لكى نطل على الواقع من منظور واقعي وجديد. 

* تحدث الكاتب حمدى البطران، رئيس المؤتمر، فى كلمته عن غطرسة القوة المهمينة على العالم، والتى  تتربص بدول العالم العربى بهدف تقسيمها لدويلات صغيرة، واستنزاف ثرواتها الطبيعية، مؤكداً أن صوت الأدباء والمثقفين هو صوت الحق المعبر عن الواقع، ومن الوادى الجديد  يعلن أن مصر غير قابلة للتفكك ولن تنال منا أى قوة فى الأرض، وطاب باستعادة قوة مصر الناعمة القادرة على  ضبط إيقاع الوطن، وفى ختام كلمته طلب من المثقفين ببذل الجهد لتقويم وتطوير الخطاب الثقافى.

* فى بداية كلمته عبر الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة، عن سعادته لتواجده لأول مرة فى الوادى الجديد، والتى تبعد عن الوادى القديم آلاف الكيلو مترات،  كما رحب بالسادة الحضور من الأدباء والإعلاميين والجمهور والموظفين في وسط الصعيد والوادي الجديد والهيئة، ونقل تحية الأستاذ الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، مؤكدا أنه لن يمس أى مشروع خاص بالهيئة، ويقف بجانبها ومعها، ثم أشار إلى أن هذا المؤتمر يعقد فى ظرف تاريخى بالغ الحساسية، فمصر تحتاج الآن لدعم المثقفين الغير محدود  من أجل مقاومة موجات التكفير والإرهاب والتطرف، الذى يضرب الوطن العربى، مؤكدا أننا فى مصر نحتاج لخطاب ثقافى جديد ومختلف مشتبك مع الواقع، خطاب يصل لأطراف الوطن بالخدمة الثقافية، وأنه يحلم بمشاريع ثقافية مختلفة ومتنوعة تهدف لتحريك الساكن قدر الإمكان، ثم تحدث عن مشروع "أهالينا" الثقافى ودوراته المختلفة فى كافة محافظات مصر، والذى يعتمد على ميزانيات ذاتية، وتحدث عن مشروع معرض كتاب الثقافة الجماهيرية الذى يبدأ  فى منتصف مارس، والذى يصل بكتاب إلى كافة ربوع الوطن.
* رحب السيد اللواء أشرف شاش، سكرتير عام محافظ الوادى الجديد، نائبا عن السيد اللواء محمود عشماوى، محافظ الوادى الجديد، في كلمته بجميع الشخصيات الأدبية والثقافية والإعلامية، مؤكدا على دور الثقافة والخطاب الثقافى التى يتعاظم فى هذه اللحظة المفصلية فى عمر الوطن، وأن هذا المؤتمر يأتي فى ظل تحديات يشهدها الوطن، مؤكدا على أن الثقافة هى من أهم الأسلحة الدفاعية، فلم تعد الثقافة ترفا، وأنها المعبر الحقيقي والمدرك للقيمة الحضارية لهذا الوطن.

** التكــريــــم: 
* تبادل الدروع بين الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة، والسيد اللواء أشرف شاش، سكرتير عام محافظ الوادى الجديد، نائبا عن السيد اللواء محمود عشماوى، محافظ الوادى الجديد، تقديراً لدعمه للعمل الثقافي داخل المحافظة، وقام بإهداء درع المحافظة لرئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة تقديراً لأهمية الثقافة في بناء المجتمع، كما كرم المؤتمر فى دورته الحالية الشاعر عاطف حكيم بإهدائه درع الهيئة، تكريماً لتجربته الإبداعية المتميزة، ثم تسلم الكاتب حمدى البطران، رئيس المؤتمر، درع الهيئة، كما كرمت رئيسة إقليم وسط الصعيد كل من الأدباء: أحمد الليثى، وطارق فراج، ومحمود عشاوى، بإهدائهم درع الإقليم.

** المائدة المستديرة: 
محـــــور المائدة: «القضية الفلسطينية».
المشـــــــاركـون: د. علاء عبد الحفيظ محمد، د. خالد أبو الفتوح شحاتة، أ. محمد عبد الظاهر.
أدار  الجـلسـة: أ. أحمد مصطفى على.
فى بحثه «السيناريوهات المحتملة لمستقبل القضية الفلسطينية والشروط المطلوب توافرها لقيام دولة فلسطينية» أشار الدكتور علاء عبد الحفيظ محمد إلى أن السيناريوهات المحتملة والمطروحة والخاصة بمستقبل القضية الفلسطينية التى تعد من أهم قضايا المنطقة منذ ما يزيد على نصف قرن, ولخصها فى خمسة سيناريوهات أولها الأكثر تفاؤلاً، وهو إمكانية التوصل إلى حل قريب للقضية الفلسطينية، من خلال ميلاد دولة فلسطينية ديموقراطية مستقلة،تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وجيرانها، والثاني أكثر تشاؤماً، وهو عدم التمكن من حل القضية الفلسطينية بشكل نهائى فى الأمد القريب والبعيد، بسبب التعنت الإسرائيلي، والسيناريو الثالث إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة وصلاحيات محدودة، حتى يمكن إسرائيل السيطرة عليها، والرابع أن تستجيب إسرائيل لمبادرة السلام العربية، التى أطلقت فى قمة بيروت 2002م، والخامس هو حدوث دورات متعاقبة من المفاوضات والحلول الجزئية، ثم التوتر والمواجهة.
وفى بحثه «الدعاية والإعلام فى الصراع العربى الصهيوني» لخص الدكتور خالد أبو الفتوح شحاتة، أن المواجهة العربية الصهيونية الجديدة لا بد أن تعتم على الأسلوب العلمي وعلى الحقائق، وأخذ المبادرة فى الخارج واستباق الأحداث، حتى نجبر الدعاية الصهيونية على اتخاذ وضع الدفاع لا الهجوم،  والاستفادة من الكوادر العربية المثقفة والمتخصصة لتوجيه مخطط دعائي مضاد لكل اتجاه من اتجاهات المخطط الدعائي الصهيوني، واختتم حديثه بتوجيه توصية بأن تتجاوز السياسة الإعلامية العربية القضايا القطرية لكل دولة وتركز على بناء نظام إعلامي عربي يهتم بالتوعية القومية وآمنة للقضية الفلسطينية كقضية قومية مشتركة.
شهدت هذه المائدة التى اتخذت شكل الجلسة البحثية الكثير من الجدل والنقاش حول دور المثقف الآن وخطابه الثقافى فى خدمة قضايا الأمة وخصوصا القضية الفلسطينية.

** الأمسية الشعرية الأولى: 
اختتمت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر فى دورته الخامسة عشرة فى الثامنة والنصف مساء، بأمسية شعرية شارك فيها كوكبة من شعراء الإقليم وضيوف المؤتمر منهم: بهاء توفيق، علا عبد الهادى، أحمد الشافعى, السعيد المصرى, انتصار احمد حسن، عاطف حكيم، محمود جمعة،، منتصر الخياط، أحمد مبروك الجذوى، رفعت القاضى، وأدارها الشاعر مصطفى حامد، تلاها عرض فنى لفرقة الخارجة للموسيقى العربية التى قدمت مجموعة من الأغانى الوطنية لكبار الفنانين.

اليوم الثانى
 الأربعاء 4 مارس 2015م
** الجلسة البحثية الأولى: 
محـور الجلسـة: «الآخر فى إبداعات وسط الصعيد».
المشــــــاركــان: د. أشرف عبد الودود، أ. أحمد مصطفى على.
أدار  الجـلســة: أ. عماد قضاوى.
فى كلية التربية بالوادى الجديد وبحضور للدكتور نصر محمد محمود، والدكتورة أسماء عبد الرحمن ومجموعة من طلبة الكلية، أقيمت الجلسة البحثية الثانية، فى بحثه «الآخر فى الإبداع.. القحط نموذجاً» تحدث أحمد مصطفى حسين، عن ملامح حضور الآخر وتجلياتها فى رواية «القحط»، فقد استطاع أن يدمج الروائى أيمن رجب طاهر الواقعي بالتاريخي، ويلبس الروائي قناع المؤرخ ليرصد لنا حوادث القحط عبر التاريخ المصرى، وأحداثه التى لا تخلو من دلالات سياسية واجتماعية، وركز على المجاعة فى الشدة المستنصرية التى استمرت سبع سنوات، ليتركنا الكاتب أمام تساؤلاتنا صوب القحط وخطورة استمراره فى تغييب الآخر. 
كما تناول الدكتور أشرف عبد الودود فى بحثه «الآخر فى روايات مبدعى وسط الصعيد دراسة نقدية (من التاريخ السرى لنعمان عبد الحافظ) نموذجاًَ» لمحمد مستجاب، مؤكدا أنها تعد من حيث البناء إحدى الروايات التى أرست تشكيلا جديدا للنسق الروائى العربى كله، ليقترب شكلها من شكل البحث العلمى، لتزدحم الرواية بالعديد من الشخصيات التى تدور فى فلك الشخصية المحورية، وتتشابك العلاقة بين الشخصيات لتشكل شبكة من العلاقات فى الخفاء، لكى تفضح المجتمع وتسخر من بعض الأحداث التاريخية والواقعية. 

** الجلسة البحثية الثانية: 
محـور الجلسـة: «ماهية الخطاب الثقافى».
المشــــــاركــان: د. مصطفى محمد طه، أ. فراج فتح الله.
أدار  الجـلســة: أ. كمال كوكب.
فى بحثه «مؤشرات حول ملامح الخطاب الثقافى فى وسط الصعيد»، تحدث الدكتور  مصطفى محمد طه، عن الخطاب الثقافى فى واقعنا المعاصر، مؤكدا أن إقليم وسط الصعيد بيئة حضارية فريدة منذ أقدم العصور التاريخية، لأن الصفوة من علمائه ومفكريه أسهموا بشكل كبير فى تكوين القسمات البارزة للبناء الحضاري المصرى على مدار التاريخ، كما تحدث عن بلورة ماهية الخطاب الثقافى، وإبراز ملامحه، وبيان أنواعه، وبلورة السمات الخاصة لهذا الخطاب من منطلق الخصوصية الجغرافية والحضارية، وعالج أنماط المتلقين لهذا الخطاب، وتسليط الضوء على ضرورة أن ينطلق من ثوابت هذه الأمة، لينطلق إلى دورة حضارية تعيد للأذهان دور مصر الحضارى.
أكد الأديب فراج فتح الله، فى بحثه «الصحافة الثقافية فى الأقاليم بين التاريخ والواقع.. أسيوط نموذجاً»، أن «جريدة النزهة» التى صدرت عام 1886م، هى أول جريدة صدرت فى الأقاليم، وأول جريدة تصدر خارج مدينتى القاهرة والإسكندرية، لتبدأ مرحلة النشأة والتكوين فى صحافة مصر الإقليمية عامة والصعيد خاصة، حيث توالت الصحف فى الصدور على مختلف أشكالها ومضامينها، لتستخدم فى معالجة القضايا الوطنية والاجتماعية والثقافية، نشر العديد من الإبداعات لمبدعى الصعيد، كما أن هناك بعض الصحف التى صدرت خارج الصعيد ثم انتقلت على الصعيد مثل «جريدة المنير »، وفى نهاية حديثه أشار إلى أن الغالبية العظمى من صحف الصعيد قد صدرت بمبادرات فردية من مجموعة من الصحفيين ممن آمنوا بدور الصحافة فى تحقيق نهضة المجتمع.

** الجلسة البحثية الثالثة: 
محـور الجلسـة: «التقنيات الحديثة وأثرها فى الإبداع، وجماليات النص الأدبى».
المشـــــاركــون: د. صابر حارص، د. أحمد محمد الليثى، د. أحمد كريم جلال، أ. إسلام سلامة.
أدار  الجـلســة: أ. بهاء توفيق، أ. محمد فتحى.
فى بحثه «تداعيات الإعلام الجديد على المشهد الأدبى»، تحدث الدكتور صابر حارص، عن عصر الإعلام الرقمى أو الاجتماعى الجديد الذى أحدث ثورة كاملة فى المفاهيم والسلوكيات، حيث جذبت كثيراً من المهتمين بالأدب وشباب الأدباء، وخلقت جمهورا جديدا، وإيجاد جسور للتواصل مع الآخرين، وأتاحت انتشاراً لأدباء مغمورين واكتشاف الطاقات والإبداعات العربية الشابة وسهولة وصول الأدباء لدور النشر، وفتحت الباب للنشر والترويج للكتاب، والحصول على الأعمال الأدبية الكبرى دون مقابل مادي عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أما عن سلبيات الإعلام الجديد على المشهد الأدبى فهى أنها لم تنجح فى تعزيز قيمة القراءة، وظهور ظواهر أدبية لمن لا يمتلك الموهبة الحقيقية لكنهم يمتلكون الجمهور، وفقدان الأديب لذاته وهويته لنزوله لمستوى قرائه،  والاختصار الشديد يفقد الأعمال الأدبية عمقها الفنى.
فى بحثه «الصورة فى إبداع شعراء الصعيد»، دخل الدكتور أحمد محمد الليثى، إلى عالم شعراء الصعيد الإبداعي من خلال تناولهم للصورة الشعرية، وما أبدعوا فيه فنا وتصويرا خاصا بما يميز تجربتهم، حيث تحدث عن الصورة التى تستمد خيوطها من تناص تراثى فى ديوان «نقوش على جدار مشاعرى» للشاعر أحمد الشافعى، والصورة الشعرية التى تصنع دفقا شعوريا خاصا تناجى ذاته المنكسرة فى ديوان«ويرسمها الدخان» للشاعر سيد محمد عبد الرازق، والصورة المستمدة من البيئة الحية والصامتة فى ديوان «وكما يحلم الطفل» للشاعر حسين بشندى، وابتكار الصور الشعرية الجديدة والطريفة فى ديوان «أحجار ليست لرجم النهر» للشاعر سفيان صلاح، وإنشطار الصورة بين الذات الشاعرة وألمها الذى تغلف بالرمز فى ديوان «موسيقى وحيد» للشاعر بهاء الدين رمضان.
كما تحدث أحمد كريم جلال فى بحثه «قراءة نقدية فى القصة القصيرة بإقليم وسط الصعيد»، عن حضور الفولكلور بشكل قوى ولافت لتعكس خصوصية الصعيد الثقافية، وبعدا ريفيا، ورصد السمات الفنية العامة، مثل شيوع اللا معقول والفنتازيا والخرافة بشكل لافت، وإعادة تشكيل العناصر الواقعية الحقيقية تشكيلا جديدا فى المجموعات القصصية التالية: «تشابهات مختلفة» لخالد أبو النور، و«معبر» لعلى فتحى، و«الصورة طلعت وحشة» لفراج فتح الله، و«حين يجن الليل» لثروت عكاشة السنوسى.
فى بحثه «جماليات النص الشعرى ودلالاته.. قراءة فى دواوين شعرية بالعامية المصرية»، تحدث الشاعر إسلام سلامة عن جماليات النص الشعرى،  للوقوف على السمات الفنية الجمالية للنصوص، من حيث اللغة الشعرية، والصورة الفنية،  والموسيقى والإيقاع، كما تطرق إلى دلالات النص الشعرى، كما تحدث عن براح الحكايات وخضرة الروح فى ديوان «على دكة التوتة» للشاعر حامد عزيز شحاتة، والتداعى الثورى وخطابة التحريضى فى ديوان «دمك على كفوف العبيد» للشاعر سيد فاروق، والأنثى ومقومات السرد فى ديوان «وأنا بسلَّم عينيه وأغمض» للشاعر أبو عاشور الزعيم.

الأمسية الشعرية الثانية: 
اختتمت فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر بالأمسية الشعرية القصصية وشارك فيها الشعراء والقصاصين من الإقليم بالإضافة إلى الأدباء ضيوف المؤتمر: فوزية أبو النجا، وأبوعاشور الزعيم، ومحمد صابر، نعيم الأسيوطي، ومحمد حلمي، وكمال كوكب، ومحمد فتحي، ومعوض أبو طوق، وثروت عكاشة، وطه علي محمود، ومصطفى معاذ، وإسلام سلامة، وعماد القضاوي، وأحمد دياب، ومحمد الصياد، وبسام منجي، وإبراهيم أبو خبر، أدارها الشاعر أحمد المقدم، والقاص أحمد البدرى.

اليوم الثالث
 الخميس 5 مارس 2015م

** الجلسة البحثية الرابعة: 
محـور الجلسـة: «الفنون وعلاقتها بالإبداع».
المشـــــاركــون: أ. مصطفى معاذ.
أدار  الجـلســة: أ. أسامة أبو النجا.
فى بحثه «الفنون والإبداعات الشعبية فى الواحات المصرية» تحدث الشاعر والباحث مصطفى معاذ عن فنون الواحات مؤكدا أنها فنون مصرية فى المقام الأول ذاب كل آت إليها وتأثر بها، وكل ما أنتجه العقل الجماعي المصرى فى هذه المنطقة من فنون قوليه أو أدائية لتشكل نماذج أصيلة ومعاصرة، كما تأخذ من فن النحت القديم وأثره على ابتكار وإبداع فنون جميلة وجديدة مثل فن النحت على جذوع النخيل، الذى يعتبر من فنون الواحات الحديثة، وتأخذ من فن العربية الأول الشعر وأثره المباشر على فن الحنين للحج، وأشار إلى أن الحنين إلى الحج هو نوع من أنواع شعر الغناء الشعبي الذى يميز أهالي واحات مصر فى الوادى الجديد عموماً، وواحة الخارجة تحديدا, حيث يتسم بإبداعات تناسب فرحة المناسبة, ويتميز بأنه يؤدى بصوت حزين ونغمات ممدودة تشبه الآهات التى توحي بالحزن لفراق الأحباب الذين ستطول رحلتهم إلى الأراضي الحجازية. 

** الجلسة البحثية الخامسة: 
محـور الجلسـة: «الشهــادات الأدبــية».
المشــــــاركــان: أ. مدثر الخياط، أ. أوفى عبد الله الأنور.
أدار  الجـلســة: أ. ناصر محسب.
فى بداية شهادته ألقى الشاعر مدثر عبد المحسن الخياط نصا شعريا، ثم تحدث عن طفولته بمركز القوصية بمحافظة أسيوط، ومشاركته فى المرحلة الابتدائية بالتمثيل فى المسرحيات والأغاني والرقصات الشعبية، مما جعله منذ نعومة أظافره يتجه لكتابة الشعر الوطني والمسرحيات ذات الفصل الواحد، وشارك فى العديد من المؤتمرات والمهرجانات ونشر أعماله الأدبية فى كثير من الصحف القومية والمجلات الأدبية المتخصصة.

** جلسة التوصيات:
شـــــــارك فـيها: 
الدكتورة فوزية أبو النجا، رئيس الإقليم.
الكاتب حمدى البطران، رئيس المؤتمر.
ألقى التوصيات: أ. الشاعر أحمد دياب، أمين عام المؤتمر.
** توصيات المؤتمر:
(مرفق صورة ضوئية من التوصيات العامة والخاصة للمؤتمر الأدبى الخامس عشر لإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافى، الذى عقد خلال الفترة من 3 مارس إلى 5 مارس 2015م، بالمركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا، بمدينة الخارجة، محافظة الوادى الجديد).

** هوامش وملاحظات:
افتتحت فعاليات المؤتمر فى دورته الخامسة عشرة، بعرض مجموعة من الفقرات الفنية من التراث الواحاتي لفرقة الوادي الجديد للفنون الشعبية، ومعرض لأحد فناني الواحات للمشغولات الفنية اليدوية.
خلا كتاب أبحاث المؤتمر من كلمة أمين عام المؤتمر، وكذلك كلمة رئيس المؤتمر.
صدر كتاب أبحاث المؤتمر مليئاً بالكثير من الأخطاء اللغوية والإملائية التى لا تليق بمؤتمر أدبى.
خلا كتاب إبداعات أدباء محافظة الوادى الجديد الصادر ضمن مطبوعات المؤتمر من نماذج للعديد من أدباء الوادى.
قدمت فرقة الخارجة للموسيقى العربية عرضا فنيا، تلاه أمسية شعرية شارك فيها عدد كبير من شعراء الوادى الجديد، بحضور وكيل الكلية لشئون الطلبة.
نشطت العديد من الفعاليات الأدبية على هامش المؤتمر، مثل الأمسيات الشعرية والأمسيات القصصية، شارك فيها الكثير من مبدعى الإقليم فى الشعر والقصة.
تأخر جميع جلسات المؤتمر عن موعدها المقرر فى البرنامج، وذلك لبعد أماكن الإقامة، عن مكان عقد الفعاليات.
جاء اختيار مديرى الجلسات موفقاً جداً من قبل الأمانة، حتى أنهم كانوا مشاركين فاعلين مع الباحثين.  
جاءت النصوص الإبداعية المبحوثة فى الأوراق البحثية للمؤتمر متوافقة تماماً مع عنوان المؤتمر.
التزام الباحثون المشاركون فى المؤتمر بالحضور والمشاركة الفعالة.
تفاعل العديد من أدباء الوادى مع وقائع المؤتمر، وأبدوا تعاونا وحماسا كبيرا خصوصا من قبل الأمين العام للمؤتمر، مما انعكس بالإيجاب على فعاليات المؤتمر.
لم تأل السيدة الدكتورة فوزية أبو النجا، رئيس الإقليم، وفريق العاملين معها، وكذلك السيد مدير عام فرع الوادى الجديد، جهدا فى سبيل إنجاح المؤتمر ورعاية المؤتمرين وتوفير سبل الراحة لهم.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر