مؤتمر أدباء مصر يناقش معوقات التحول الثقافى والعلمى

فى الحلقة الأولى من الجلسة البحثية الأولي لمؤتمر أدباء مصر فى دورته الـ27 بشرم الشيخ الذى يعقد خلال الفترة من 17 : 21 يناير الجارى تحت عنوان «معوقات التحول» ، وبحضور الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، رئيس المؤتمر، والشاعر محمود شرف، أمين عام المؤتمر، وأدارها الناقد الدكتور أمجد ريان، فى البداية تحدث الباحث محمود كحيلة عن معوقات التحول الثقافى واستراتيجيات النهوض بالتعليم قبل الجامعى فى مصر، موضحاً العلاقة الجدلية بين الثقافة والتعليم، وهل هى موجودة على أرض واقعنا المعاصر أم إنها ذهبت وعليها أن تعود، لأننا فى أمس الحاجة حتى نستكمل مشروعنا القومى لأجل النهوض بهذه الأمة، ثم تطرق إلى أهم المعوقات التى تقف دون مزج الثقافة بالتعليم، عن طريق ربطه بالحياة، وتيسير المادة التعليمية التى أصبح يعوق تواصلها ثقافياً معوقات داخل المؤسسة التعليمية، تنقسم إلى معوقات داخلية «تحدث داخل المدرسة»، ومعوقات خارجية لا تكون بالمدرسة دون أن تكون على صلة بها، لأنها تتعلق بالمعلمين وأولياء الأمور، كما تحدث عن أهم معوقات التحول الثقافى من داخل المدرسة، والاعتماد على أساليب التدريس التقليدية التى تحرص على الحفظ والتلقين، وإلقاء العبء الأكبر فى العملية التعليمية على المعلم وإغفال دورالمعلم الذى يجب أن يحظى بدور أكبر فى عمليات التعليم غير التقليدى الذى يدعو الطالب أن يكون مسئولاً عن تعليمه، وغياب المهارات الأساسية فى التعامل مع التقنيات الحديثة، وغياب مهارات التواصل بمختلف أنواعها، وعدم توفر دافع لدى العاملين بالمنشأة التعليمية لحب الاستطلاع والبحث عن الجديد فى تخصصات كل منهم والطُرق الجديدة للتعليم لإعتقادهم الراسخ بأنها بلا أهمية، إضافة إلى إهمال المكتبات المدرسية وضعف الخدمة التى تقدمها بسبب عدم تدريب أخصائيى المكتبات على أحدث التقنيات فى هذا المجال التى وصلت إلى آفاق لم نكن نظن يوماً أننا بالغوها مثل «أقراص الليزر، والإنترنت»، والتى يجب أن يتم تفعيلها داخل المكتبة المدرسية، خصوصاً فى المناطق الفقيرة التى لا يتمتع سكانها بهذا النوع من المعرفة، وكذلك من الضرورى أن يتم تنسيق المكتبات المدرسية بأسرع وقت ممكن وأقل مجهود، مع ضرورة تزويدها بالكتب والمطبوعات التى تناسب المراحل العمرية للتلاميذ داخل كل مدرسة، مطالباً بأن تكون هذه الكتب مشوقة وعامرة بمختلف أفرع المعرفة، وأن يخرج الكتاب المدرسى الذى عن شكله التقليدى، وكذلك المضمون، بحيث يراعى فى إنتاجه أن يكون جاذبا للقارئ يستقطب الطالب ويرغبه فى العلم والتعلم، ثم تحدث عن التجربة اليابانية والتجربة الأمريكية واستراتيجيات النهوض. فى بحثه عن «قضايا التحول الديمقراطى والبحث عن طرائق جديدة للأداء وقبول التغيير» أشار الأديب سمير الفيل إلى أن الواقع الثقافى المصرى بات بحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق، وترتيب أولوياته من جديد، والبحث عن وسائل وأساليب ملحة للتحول الثقافى فى مواكبة صريحة وضرورية لشروط ذلك التحول الذى أصبح ضروريا، وأن يرتكز على إمكانية النفاذ بقوة إلى قلب العمل الفكرى والفنى بحيث يمكن الضرب بسهم وافر باتجاه تحرير الخطاب الثقافى من عنعنات تشده نحو القوى التقليدية، ثم انطلق إلى تحليلات المفكرين والإصلاحيين ورجال الثقافة فإن الحركة الثقافية على إختلاف توجهاتها بحاجة ماسة إلى عقد ثقافى جديد يمكنه أن يحمل شروط الفاعلية والواقعية والقدرة على تجسير الفجوة الواضحة بين الشارع المصرى والنخبة المثقفة، كما أكد أن ثورة 25 يناير كشفت عن قدرة هذا الشعب على التحرك الجماعى من خلال مشروع محدد ارتفع سقفه عبر المظاهرات التى قادتها طليعة الثوار فى تحركهم الخلاق، حيث المطالبة بالعيش والكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية، ثم تتطرق إلى التحولات الجذرية التى شهدها الواقع المصرى، سواء فترة الإرتباك التى واكبت مخاض الثورة أو قبلها فى الحركات الاحتجاجية الجنينية أو من خلال الاحتكاكات المؤثرة بين السياسى والثقافى، ونوه على ضرورة تفعيل سياسات ثقافية جديدة تساعد فى عملية الارتقاء بالمجتمع، لتجاوز مشاكله، وهو ما يعنى الوعى بكافة أساليب الفعل الثقافى الحر الذى يمكنه أن يسقط نص الاستبداد، من أجل إعلاء نصوص تنتهج السير فى طريق الحرية والعدل الاجتماعى والوعى بضرورات المرحلة، كما أكد أن أسئلة التنوير ما زالت صالحة كى نطرحها من جديد من زوايا غير تقليدية، وحدد مظاهر الضعف والترهل فى العملية التعليمية وما يخص المنهج المدرسى، مثل التلاعب فى هيكلة التعليم بجعل المرحلة الابتدائية خمس سنوات ثم العودة إلى الست سنوات، والاعتماد على التجارب الأمريكية والأوربية وحدها، ومحاولة تطبيقها بصورة قسرية فى مدارسنا مع اختلاف الظروف، وكذلك الاعتماد على المجموع وحده فى قبول طلبة كليات التربية دون الاهتمام بالشخصية، التسرع بإلغاء دور المعلمين، الاهتمام بالتعليم الشكلى بإدخال مسألة «الحقيبة المدرسية»، التدريب الذى يمر به المعلم بعد تخرجه لا يسهم فى الإرتقاء بالمستوى، ونظام الترقى روتينى ويسوده عوار كبير واضح، ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية، وغياب رؤى واضحة لتحديد الأهداف الأصلية للعملية التعليمية، قلة النشاط الحقيقى، وبسبب غياب الرؤية وتكدس الفصول، ونظام الفترتين الذى يؤدى إلى انكماش مساحة الفسحة والحصص، الكادر التعليمى رغم أهميته لم يحقق بعد انتعاشا حقيقيا للتعليم، وعدم وجود انضباط كاف بالمدارس، وبالتالى لم يعد سلوك الطلاب يبشر بخير، ولا بد من وجود أساليب للتغلب على هذه المشكلة. وتطرقت د. أمانى فؤاد فى بحثها نحو عقد ثقافى جديد...معوقات التحول فى الأدب» إلى إن الفصل بين الإبداع وقضايا الواقع الذى شكل سمة فى الأعمال الأدبية فى العقود الأخيرة كان من أسبابه منهجية النظم الاستبدادية والرجعية، وهو تعتيم مباشر على العقل والوجدان يؤسس لإعادة إنتاج القهر والعنف، وهو تضييق على الوعى وتقسيمه، كما أنه أحد أشكال تعبير الروح المطلق عن ذاته تتمثل في قيم الإنسان ومشاعره وأفكاره، حقيقة الإنسانية التى تضع الفنون أمامها بشكل كثيف، علاقة تتميز بالمواجهة العميقة والبللورية فى سياق جمالى غير وعظى، «اللوحة التشكيلية، والمقطوعة الموسيقية، والكتلة النحتية، والقصيدة، والقصة، والرواية، والفيلم السينمائى»، كلها ألوان إبداعية تٌطلق أعمق تخيلاتنا، تصوغ إنساناً قادراً على الانفكاك من وعاء الجسد بكل غرائزه، والتسامى فى فضاء الروح بكل فيوضاتها وإمكاناتها حيث يتعانق الجميل والقيم، كما تحدثت عن بعض المعوقات الداخلية التى تختص بداخل العملية الإبداعية مثل» سلطة النموذج الأدبى المستقر، وسلطة النقد، والفجوة الشاسعة بين الأدب والجماهير العريضة من المجتمع المصرى»، موضحاً أن المناهج التعليمية والبرامج الإعلامية لا تضفر الادب فى نسيج حياة المصرى البسيط، والتكريس لبعض الأسماء اللامعة لبعض الأدباء، ومحدودية وندرة المنابر الإعلامية والصحفية المتخصصة لنشر الإبداع والدراسات النقدية الجادة، والانفتاح على العالم وكل معطيات عصر المعرفة بأفقه المفتوح، والكف عن محاولة العيش فى مقولات تديين الدولة، والعصور الذهبية للحضارة الإسلامية، ومحاولة الرجوع إلى نهجها، وكلها ادعاءات تشكل أحكاما ساذجة تضخم مما كان، وتعوقنا عن صنع طريق المستقبل الذى لا بد فيه من التعامل مع العالم من حولنا. شهدت الجلسة العديد من المداخلات الجادة من المشاركين فى المؤتمر وطرح العديد من الرؤى حول الجلسة منهم الشاعر الكبير سمير عبد الباقى، وعبده العباسى، وحماده هزاع، وسهى زكى، وزينب أبو الفتوح، وأحمد أبو سمره.

 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر