في افتتاح الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر أدباء مصر

 افتتح محافظ القاهرة الدكتور عبد القوي خليفة, ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سعد عبدالرحمن, فعاليات الدورة السادسة والعشرين (دورة أمل دنقل) للمؤتمر العام لأدباء مصر, تحت عنوان "سقوط نص الاستبداد .. الثقافة والثورة .. مراجعات ورؤى" , وذلك بالمسرح الصغير لدار الأوبرا المصرية.
وقال محافظ القاهرة , في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر , إن هذا المؤتمر يحمل في فعالياته التقدير للشاعر الراحل أمل دنقل , ليرتبط اسمه بثورة 25 يناير .. مشيرا إلى أن أمل دنقل لطالما حلم بالتغيير ورسخه في أشعاره , كما أعرب عن أمله في أن يكون المؤتمر فرصة جيدة للقاء شعراء مصر ومثقفيها ومبدعيها الذين هم ضمير الأمة.
من جانبه , وصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سعد عبد الرحمن, في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر, الدورة المنعقدة حاليا للمؤتمر بأنها "دورة استثنائية", مشيرا إلى أنها تأتي في لحظة فارقة في تاريخ مصر, وتشهد على مستقبل جديد يتشكل للبلاد.
وقال إن هذه الدورة تركز جهدها الفكري لدرس علاقة الثقافة بالثورة لتحلل الواقع الحالي وتدفع عجلة التغيير نحو مستقبل أرحب تنهض فيه البلاد من عثراتها لتصنع تاريخا جديدا من الحرية والعدالة والتقدم.
وأضاف "تحقق الآن لأبناء مصر بعض ما كان ينادي به المثقفون والمبدعون من مبادئ الحرية والعدل وأصبح للإنسان المصري رأي مؤثر" , مشيرا إلى أن المؤتمر يسعى إلى وضع كلمته أمام المشهد المصري كله بتنوعاته وتوجهاته , حول مواجهة النص الاستبدادي بالنص الثقافي بوصف الأخير وعيا مقاوما.
وأكد أن دور المؤتمر لن يتوقف عند الرصد وإنما سيتجاوز ذلك إلى محاولة خلق فضاء جديد من المعرفة يعتمد على إرادة شباب الثورة الذي استمات في إزالة الأقنعة عما وصفها بالعصابة التي كانت تستولي على مقدرات البلاد.
وأشار إلى أن المؤتمر العام لأدباء مصر كان المحرض الرئيسي على التغيير في وقت كانت الأفواه مكممة , فكان ينشد التغيير وحرية الإبداع والفكر ويطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية , ويرفض رفضا قاطعا التطبيع مع "العدو الصهيوني" , كما كان عصيا عن محاولات تطويعه من جانب النظام السابق , مشددا على أن المؤتمر العام لأدباء مصر يستحق وسام الشجاعة , حيث سيسجل له التاريخ أنه أول من وضع بذرة التغيير وكان المثقفون من خلاله أبرز أدوات تحريك الثورة.
ولفت إلى أن الهيئة العامة لقصور الثقافة حرصت خلال الفترة الماضية على إعلاء قيم الحرية والعدل , وانحازت بشكل قاطع لصف الثوار , مشيرا إلى أن أنشطتها نزلت إلى صفوف المواطنين بانحياز أيضا لمصلحة الوطن.
ودعا المثقفين والمبدعين ونواب مجلس الشعب المنتخب لمؤازرة الهيئة, مؤكدا أنها الذراع الطولي لوزارة الثقافة, ومقترحا إعلان عام 2012 عقدا ثقافيا للتواجد الثقافي بمحافظات مصر , من أجل نهضة الوطن ثقافيا .. لافتا إلى أن هناك عدة مناطق محرومة من الخدمة الثقافية في كفور ونجوع البلاد.
وتقدم سعد عبدالرحمن بالتحية للدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق, مشددا على أن أبو غازي أثبت أنه مثقف من العيار الثقيل
من جانبه, قال الروائي فؤاد حجازي رئيس المؤتمر, في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية, إن مصر لم تكن بحاجة إلى جهود المثقفين والمبدعين بقدر حاجتها لهم الآن, معتبرا أنه يقع على عاتق المثقفين مسئولية أن يجعلوا الجماهير تهتم بجوهر الأمور , والإجابة عن أسئلة كيف نرقى بمصر وندحض الخرافة ونحض على التفكير العلمي.
وهاجم حجازي تيارات الإسلام السياسي بعنف, وهو ما لاقى انتقادا من بعض الحضور الذين قاطعوه, لكنه استمر في هجومه على هذه التيارات متهما إياهم بأنهم ركبوا موجة الثورة وصدروا للناس خرافاتهم وأعادوهم للعصور الوسطى بدلا من التغيير للأمام.
وقال إنه آن الأوان لنشر الثقافة في القرى والنجوع والمناطق الشعبية والنائية المحرومة .. مضيفا أن ذلك يدعونا إلى إعادة النظر في ميزانية الهيئة العامة لقصور الثقافة ودعمها لكي تبتكر طرائق جديدة للتواصل مع الجماهير وتوعيتها.
وطرح حجازي عدة مبادرات لهذا التواصل الجماهيري, مقترحا تشغيل مسارح المدن طوال العام بدلا من أيام معدودة, والتوسع في إقامة العروض المسرحية والأمسيات الشعرية والقصصية في مراكز الشباب والمدارس والجامعات.
كما اقترح إنشاء هيئة لتوزيع إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة, ليكون أعضاؤها من الإدارات المحلية وتوزيع الكتب على كل مكتبات المراكز الشبابية والمدارس والجامعات, وقال إن إسرائيل تطبع 40 ألف نسخة من أي إصدار ثقافي لعدد سكان لا يتجاوز 10 ملايين نسمة, فيما تطبع المؤسسات المصرية 3 آلاف نسخة من أي إصدار لعدد سكان يتجاوز 80 مليون نسمة, محذرا من أن هذه مؤشرات خطيرة يجب أن ننتبه لها.
وطالب حجازي وزير الثقافة الحالي الدكتور شاكر عبدالحميد بإصدار قرار لوضع أرقام الإيداع في كل مكتبات الأقاليم ولا تقتصر على العاصمة, وكذلك طالبه بإعادة النظر في القوانين الخاصة بجوائز الدولة حتى تذهب لمستحقيها.
كما دعا رئيس المؤتمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى وقف دعم الطاقة عن مصانع الحديد والإسمنت التي تبيع بالأسعار العالمية, ووقف الحافز الذي تعطيه الدولة للمصدرين, وشركات المقاولات لبناء مساكن للشباب .. مشيرا إلى أن هؤلاء يحصلون على الدعم ويكتسبون الأموال من أعمالهم.
ودعا حجازي إلى إحالة 94 ألف خبير على المعاش يكلفون الدولة 20 مليار جنيه, وكذلك إضافة حصيلة أكثر من 10 آلاف صندوق خاص رصيدها البنكي 500 مليار جنيه إلى ميزانية الدولة, وهى مصروفات إدارية يدفعها المواطنون, معتبرا أن تحقيق مطلب واحد من هذه المطالب قد يحقق جميع المطالب الفئوية المتعلقة برفع الأجور.
ودعا حجازي أيضا المجلس العسكري إلى وقف محاكمة الناشطين أمام المحاكم العسكرية وإلغاء الحكم الصادر بحق المدون مايكل نبيل.
من جانبه , قال الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر الشاعر فارس خضر, في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر, إننا أفرطنا في التفاؤل ليحمل هذا المؤتمر عنوان "سقوط الاستبداد", معتبرا أن الاستبداد يمارس على بعد خطوات من مقر دار الأوبرا التي أقيم فيه الافتتاح.
وهاجم خضر تيارات الإسلام السياسي أيضا, معتبرا أنها تقطف الآن ثمار الثورة بلا أي منجز, بينما الدماء الطاهرة للشهداء ستغطيها طبقات من الصمت الثقيل لمن وصفهم بتجار الأديان وعبدة الماضي .. وقال إن التغيير سيظل بالنسبة لنا حلم, حيث سيبقى الحلم ما بقينا.
وكرم رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر سعد عبدالرحمن محافظ القاهرة الدكتور عبدالقوي خليفة بإهدائه درع الهيئة , كما تم تكريم الكاتب فؤاد حجازي رئيس المؤتمر , والشاعر عماد غزالي عن محافظة القاهرة (المحافظة المضيفة للمؤتمر), والناقد الدكتور أشرف عطية لإسهاماته النقدية, والأديب منير عتيبة من محافظة مرسى مطروح عن الوجه البحري, والكاتب نعيم الأسيوطي عن وجه قبلي.
كما تم تكريم الأديبة انتصار عبدالمنعم عن الأديبات , والإعلامي محمود شرف, والشاعر محمد التمساح تقديرا لدوره بمحافظة السويس خلال ثورة 25 يناير, كما تم تكريم الدكتور محمد صابر عرب تقديرا لعطائه الفكري المتميز, وفاطمة يوسف لعطائها الوظيفي وأدائها المتميز, واسم الأديب الراحل نجاتي وهبة.
وأعلنت جوائز أبحاث المؤتمرات , وفاز فيها الشاعر إبراهيم خطاب عن بحثه "أدب الأقاليم وثقافة العصر", والناقد عمر شهريار عن بحثه "المدينة المعولمة في النص السردي", ومحمد حمزة الحزوني عن بحثه "لقطات من النص الروائي".
يذكر ان وزير الثقافة غاب عن حفل الافتتاح وحضر عبد القوى خليفة محافظ القاهرة والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر