في الجلسة البحثية الخامسة تجلى "المشهد الأدبي في إقليم القاهرة الكبرى"

 بعنوان "المشهد الأدبي فى إقليم القاهرة الكبرى" عقدت في اليوم الثالث من المؤتمر الجلسة البحثية الخامسة برئاسة د. يسرى العزب بقصر ثقافة الجيزة، واشتملت على البحث الأول بعنوان "تغييب الخطاب الروائي وتغليبه" للأستاذ إبراهيم محمد حمزة وقد أكد في بحثه على الحيرة التي يلقاها القارئ المخلص للعمل الأدبي، بين تحكيم ذوقه الشخصي فيما يقرأ وبين ضرورات بروتوكوليه لا يمكن الفكاك منها بيسر، فالطابع الاحتفالي للمؤتمرات والندوات، حّول النقد إلى محاولة للتعبير عن الإعجاب البالغ بالمبدع وبما كتب، وليس هناك أمر ضد تسجيل هذا الإعجاب، إنما الواقع يؤكد أن "قعقعة" كثيرة نسمعها، وطحيناً قليلاً نادراً ما ننعم به.
والمبدع إن رضى قضى، وكذلك الناقد، إنها دائماً هذه العلاقة المتشابكة بين الطرفين، حين يضيق المبدع بالنقد، يخرج ليعلن أن "دور النقد لم يضئ زاوية في الأدب المصري"، بل ربما رأى بعضهم أن الناقد "لبلاب يتسلق حوائط المبدعين".
ثم أضاف الباحث أن الدعوة إلى أن النقد يعود لسابقه، مدافعاً عن الأدب الرفيع مهما كان اسم مبدعه، منبهاً وموجهاً الأدب العادي العابر، مهما كان رواجه، والدعوة لعلمنة الأدب، أي جعل أدواته علمية.
أما الرواية، فقد توجّت ذاتها ملكة على الأنواع الأدبية، هذا في حالة تصور وجود صراع بين هذه الأجناس – كما يحب البعض التأكيد عليه – لكنها الرواية تلك الزاهية باقتدار في محفلها، الواثقة بخطاها، القابضة على مكانتها بثقة، ربما لأنها ولدت كما يقول شيخنا الجليل يحيى حقي، على هيئة ناضجة جميلة، فأثبتت لنفسها حقها في الوجود والبقاء، واستحقت شرف مكانة الأم في الانتساب إليها.
كما أشار الباحث إلى أن هذا الجنس الأدبي الناهض يمنح الأمل في وجود قارئ مثالي يفتح الباب، أمام نماذج باهته لا طائل ورائها، ولا تضيف جديداً، ولأن الناقد "لا يدلى بأحكام قاطعة"، إنما يبين وجهة نظره، ويتحمل مسئوليتها وحده، فإن المهمة الأساسية للناقد / قارئ النص تكمن في السعي وراء إجابة سؤال بسيط: ماذا قال المبدع؟ وكيف قال؟ هذا على اعتبار أن فعل القراءة هو في أهم تصوراته، إعادة إنتاج للنص.
واستطرد الباحث تحت فكرة تلاشي الحدود بين الأنواع الأدبية، قائلاً  أن القراءة الرصينة التقليدية تحترم الفصل بين الأجناس الإبداعية.

وفى البحث الثاني بعنوان "الملامح والخصائص الفنية لشعر العامية في إقليم القاهرة الكبرى" للأستاذ أحمد مبارك أشار إلى أنه في هذه الدراسة كان يرتكز على استظهار الملامح والخصائص الفنية التي تقسم بها ست مجموعات من شعر العامية لخمسة شعراء ممن يقيمون في محافظة الجيزة أو ينتمون إليها، كما يطمح إلى ألا يكون استظهاره لتلك الملامح الفنية مقتصراً على مجرد البيان الوصفي الظاهري المحايد، وإنما يطمح أن يكون استظهاره أكثر تعمقاً وتفاعلاً يجنح إلى التحليل والتقويم في آن واحد، وأن يرصد تأثير الأجيال السابقة على هذا الجيل صاحب النماذج  موضوع الدراسة ـ ومدى التأثير وماهيته.
كما أكد على أنه يشير في بحثه إلى أوجه التلاقي أو التشابه، وكذا الاختلاف بين شعراء هذه المجموعات الشعرية الموجودة في البحث والذين ينتمون إلى جيل واحد تقريباً، وأضاف أنه حتى لا تختلط الأوراق ويتيسر المنهج، أن نعرض مقيدين بالمدى والمساحة ـ لإبداع كل شاعر من الشعراء الخمسة منفرداً للوصول إلى أهم الملامح والخصائص الإبداعية لديه، وبيان أوجه التآزر والتلاقي، وكذا الاختلاف بينهم سواء فيما يتعلق بالبناء الفني أو المحاور والمنطلقات الفكرية والموضوعية، وأشار إلى أنه سيستعرض ست مجموعات شعرية، خمس مجموعات منها حديثة الصدور، ومجموعة أخرى كبيرة الحجم غير مطبوعة، وهى: مجموعة بعنوان "روبابيكيا" صدرت عام 2004 للشاعر محمد عبد المحسن مطر، وللشاعر محمود بطوش مجموعتان هما "رغم اني مش عارف إسمه"، "ينطفئ بالتدريج"، صدرتا عامي 2007، 2008، ومجموعة بعنوان "أوتار بتنزف دم" للشاعرة عفاف أحمد صدرت عام 2010، ومجموعة "كرباج وطن" للشاعر عصام رجب صدرت عام 2008، ثم المختارات غير المطبوعة للشاعر أسامة فرحات بعنوان "ممنوع الانتظار".

وفى البحث الثالث بعنوان "نصوص مقرؤه – المشهد القصصي في إقليم القاهرة الكبرى" للدكتور شعيب خلف وقد استعرض في بحثه مجموعات قصصية لعدد من الكتاب.
أولهم: سمير عبد الفتاح وهو يكتب القصة والرواية والدراسة الأدبية، أصدر من قبل ثلاث مجموعات قصصية هي على الترتيب "سبع وريقات شخصية لعامل التحويلة" عام 1993، "تطهر الفارس القديم" عام 1996، "حارس الغيوم" عام 1996، والمجموعة محل البحث "أخبار سوسو" عام 2007، بالإضافة لمشروعين روائيين وعدد من الدراسات فى القصة والرواية.
وثانيهم: أمل خالد ومجموعاتها على الترتيب "بورتريه متعدد الأبعاد"، "رابطة عنق"، "مسرة الاغتراب" والمجموعة محل البحث "صخب الملمس" والذي يستعرض فيها السرد مع الغناء.
وثالثهم: محمد كمال رمضان ومجموعته بعنوان "بورتريه وقصص أخرى" حيث يظهر فيها قضية وجود الإنسان في هذا العصر، كما تظهر القضية الوجودية الكبرى آلا وهى الموقف من الموت.
ورابعهم: شوقي عبد الحميد يحيى ومجموعته بعنوان "شوكة في القلب" والراوي فيها يعرض أسئلة وجودية من خلال ما يقدم من عبارات تفيض بالحكمة سواء مما صكه هو، أو كان منقولاً.

وفى البحث الرابع بعنوان "التلقي الثقافي للعلامة والشعرية" للأستاذ محمد عبد العال، فقد أشار في بحثه إلى أن فن الشعر، دون غيره من الأجناس الأدبية ينبني على اهتمام إبداعي بالتشكيل اللغوي، فعلى عكس الأجناس السردية التي يرتكز اهتمامها الإبداعي على تفكيك العالم الواقعي وإعادة تشكيل مفرداته "الشخوص – الأحداث – الزمن – المكان" في عالم سردي متخيل يوهم بواقعيته، نجد الشعر ينهض بمهمة إبداعية أكثر صعوبة، وهى إعادة تشكيل اللغة، والشاعر لا يتصدى لهذه المهمة محاكياً القوالب الشكلية اللغوية السابقة عليه، بقدر ما تكون هذه القوالب مرجعية للخروج عليها، ومن ثم يتحقق مفهوم الإبداع الشعري، بيد أن هناك رافداً آخر شديد الفاعلية في الفن الشعري غير اللغة بصورتها المجردة، ألا وهو الثقافة الأكثر سعة عند علماء الاجتماع والأنثربولوجيا.
ثم أضاف الباحث أن الشعر بوصفه منجزاً ثقافياً هو - في جوهره - منجز ينطوي على مجموعة معقدة ومتراكبة من الممارسات الإنسانية المتنوعة، خاصة في ظل العلاقات الجدلية والمتشابكة بين الثقافة واللغة، فالثقافة باعتبارها جامعة لكل الخطابات الإنسانية تجسد الوعاء الذي حوى الممارسات الإنسانية كافة، حتى أصبح مفهومها عند علماء الاجتماع والأنثربولوجيا يشكل نسق التساؤل ومرجعية النتيجة في آن واحد.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر