"الأدب المصرى المعاصر : تحولات ومراجعات" والجلسة الثالثة فى اليوم الثانى

قيمت الجلسة البحثية الثالثة لليوم الثانى للمؤتمر حول موضوع "الأدب المصري المعاصر: تحولات ومراجعات" والتى عقدت بقصر ثقافة الجيزة وضمت الجلسة عدة باحثين وأدارها د. مصطفى الضبع.
وكان أول المتحدثين هو د. حسن على محمد عن موضوع "التهميش وثقافة الهامش"، فأشار إلى أن الحركة التنفيذية راكدة ومصرة على تهميش الكثير من الشعراء والأدباء، وذلك فى صالح بعض الأدباء الكبار، ثم أشاد بعدد من الأسماء التى ظهرت بعد جيل نجيب محفوظ ويوسف إدريس مثل: محمد البساطى وحمدى أبو جليل، ورأى أن فصل التهميش هذا له أسبابه السياسية والاجتماعية.
ثم أشار إلى مجموعة من صور المهمشين فى الأدب المصرى فى الشعر والرواية والدراما، حيث عبر عدد من الشعراء من أمثال: صلاح عبد الصبور وأمل دنقل وغيرهما من كتاب الرواية والقصة عن المهمشين من الفلاحين والعمال ونحو ذلك.
أما الباحث حمدى سليمان فقد أنصب بحثه على موضوع "الثقافة المصرية بين المركزية والتعدد"، مؤكداً أن التعدد فى الثقافة المصرية كان واضحاً فى الحقبة الليبرالية قبل ثورة 1952، حيث كانت كل الاتجاهات السياسية لها تمثيلاتها وتجلياتها الواضحة، وكان المثقف فى هذه المرحلة صاحب صوت جهير ومواقف مناهضة للسلطة فى بعض الأحيان كما فى موقفهم من كتاب "الشعر الجاهلى" لطه حسين.
وما حدث بعد الثورة أن الثقافة أنيطت بوزارة وهذا أدى إلى تحولات كبرى فى الحقل الثقافى، حيث تعاطف المثقفون مع مشروعات الثورة ولكن المركزية فى النظام استقطبت كثيراً من المثقفين فسلبتهم حقهم فى الاختلاف والنضال ضد التيار السائد بالرغم من الإنجازات المؤسسية المتمثلة فى: الهيئات الثقافية والمسارح والمطبوعات ... إلخ.
ولكن الساحة لم تخل من حركات احتجاج فى هذه الحقبة "الناصرية" حيث ظهرت بعض الجماعات أو الأفراد المتمردين على النظام.
أما فى السبعينيات فقد وصل التعدد إلى حد الفوضى غير الخلاقة والصدام الحاد بين الاتجاهات، فكانت هذه المرحلة حافلة بالاتجاهات الأدبية والفكرية الرافضة، وانتهت المرحلة باغتيال الرئيس السادات.
وفى الثمانينيات ظهرت حالة من "الحجر الثقافي" حيث عاد الحرس الجامعي وتكميم الأفواه، ولكن سرعان ما تجلت التعددية فى: الفنون والأدب لأجل نزع مساحة من التعدد وتكريس الاختلاف.
وفى التسعينيات حاول النظام استقطاب المثقفين إلى رحابه بعملهم فى مؤسسات الدولة، وهذه عودة إلى الأحادية، ولكن تظل هناك حركات تحاول الانفلات دائماً من هذه المركزية والأحادية، كالمجلات والجرائد الخاصة ودور النشر الخاصة.
وفى بحثه "المواطنة وتجلياتها فى رواية الحرب فى بر مصر" فقد طرح د. شريف الجيار مفهوم المواطنة بوصفه علاقة بين الفرد والأرض، ويتحقق ذلك من خلال علاقة جدلية بين الوطن والمواطن، والمفهوم حديث ولا يوجد على هذا النحو فى المعاجم العربية.
وتتجلى قضية المواطنة فى رواية "الحرب فى بر مصر" ليوسف القعيد من خلال الصراع بين العمدة الذى يمثل السلطة الغريبة عن مصر وبين الفلاح الفقير الذى يستخدمه العمدة لتقديم إبنه "مصرى" للجيش بدلاً من أبن العمدة، وبهذا يتحمل الفلاح وابنه عبئ المواطنة دون أن يحصلوا على المقابل من الوطن.
وهذا الخلل فى العلاقات الاجتماعية والسياسية يصيب المواطنة المصرية بأزمة حقيقية حيث يضرب مبدأ مهماً فى المواطنة وهو تبادل الحقوق.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر