مؤتمر شرق الدلتا الأدبي ينعي للواقع الثقافي العربي وفاة الشاعر المصري الكبير محمد عفيفي مطر

 بدأت فعاليات المؤتمر الأدبي التاسع لإقليم شرق لدلتا الثقافي في الساعة 12 تقريبا بالقاعة الرئيسية بفندق النرجس بفقرات الافتتاح التى بدأها الأستاذ إبراهيم الرفاعي مدير فرع ثقافة كفر الشيخ مقدما الشكر لأدباء مصر المدعوين للمؤتمر ومرحبا بالسيد محافظ كفر الشيخ اللواء مهندس أحمد زكى عابدين ثم قرأ السيد أمين المؤتمر الشاعر مصطفى مقلد وتركزت كلمته حول ضرورة تكاتف جهود مبدعى مصر ومثقفيها للتعرف على أنفسنا ونخرج إلى المطلق واللامحدود من مساحات الإبداع والابتكار لنعبر ما نمر به من أزمات الواقع الاقتصادى والسياسى الراهن ليخلص الإبداع من براثن الجوع القابض على حرية الكلمة بالإضافة إلى منح الكلمة قدرتها لتعبر أسوار الحجاب لتعلن وجودها حية على أرض الواقع بعيدا عن هوانها وبين جموع الناس ومن ثم ينبه المجتمع إلى أهميتها وجدواها بعد أن شاع وهم الاستغناء عن الثقافة والإبداع بفعل منطق التجار السائد الآن .

تلت كلمة السيد أمين المؤتمر كلمة الروائى الكبير أحمد ماضى رئيس المؤتمر والتى جاءت هى الأخرى مركزة حول دور المثقف فى هذه اللحظة الحرجة من عمر الوطن وإمكاناته غير المحدودة التى تعانى تحديا صعبا هو تحدى النفس لإظهار قدراتها على المواجهة فى مجتمع يتغير ويتبدل بلا ضوابط، كما رصد ماضى فى كلمته الوجوه غير المنضبطة للمجتمع إلى الحد الذى انقسم فيه المجتمع على نفسه، فنصف ينظر إلى الأمام دون اعتبار لتاريخه ونصف غارق فى الماضى بقضاياه وأشكاله، وقد أشار ماضى فى كلمته إلى عدد من المشكلات التى تقلق الأحرار بدءا من انقسام النخبة حول انتماءاتها السياسية ما بين ساداتية وناصرية وما يعج به المجتمع من فساد وصل إلى حد تورط بعض المسئولين فى قضايا الفساد والتلاعب بمقدرات الوطن وانتهى الأديب أحمد ماضى فى كلمته إلى أن السبب الرئيسي حول هذا كله هو عدم وجود مشروع قومى يجمع قلوب أبناء الوطن كافة بحيث تنتهى كل أشكال الانقسام من صفحات التاريخ ويصحح حاضر الإبداع والإنتاج هو غاية الجهود وسيلتها.

بكل هذا وغيره امتلأت كلمة السيد رئيس المؤتمر مؤكدة كيف أصبح الواقع مشحونا بوجوه من المتناقضات تبعث على القلق وربما القتامة التى تشيع فى إبداع اللحظة الراهنة المستجيب لنبض الجماهير وهو الدور الواجب للمبدع الآن أو بعضا مما يجب عليه.

ثم ألقى الشاعر مصطفى السعدنى كلمته موجها الشكر للسيد محافظ كفر الشيخ الذى لا يتوانى فى تقديم عونه الدائم للأدباء والمثقفين ومنه دعمه الأخير لحركة النشر فى المحافظة حيث دعم بنفسه إصدار عشرة كتب لأدباء كفر الشيخ وهو ما وسع من حركة النشر التى تضطلع بها الهيئة فى المحافظة عن طريق النشر الإقليمي كما أشار السعدنى إلى التعاون الدائم بين المحافظة والهيئة وكيف وجه الدكتور مجاهد مشكورا الشئون الهندسية بالهيئة للتنسيق الكامل مع المحافظة لإضافة التعديلات المطلوبة فى قصر ثقافة كفر الشيخ للانتهاء منها فى أقرب فرصة ممكنة ، كما أعلن السعدنى عن موافقة د.مجاهد على بدء برنامج حفلات الصيف بمحافظة كفر الشيخ بالحفل الغنائى الكبير للفنان على الحجار باستاد كفر الشيخ بعد ذلك ألقى الدكتور مجاهد كلمته شاكرا السيد اللواء محافظ كفر الشيخ على دعمه الدائم للأنشطة الثقافية والفنية ماديا ومعنويا على نحو يليق بقيادة ثقافية تدرك معنى الفن وضرورته كما أشار إلى حرص السيد المحافظ على متابعة تنفيذ التجديدات بقصر ثقافة كفر الشيخ بنفسه وما يقدمه من دعم فى هذا الصدد، وفى تعليق سريع من د.مجاهد على كلمة رئيس المؤتمر أشار إلى أن الأمر طبيعى فى الاختلاف حول الساداتية والناصرية لكنه ليس خلافا جديا فكلاهما أعطى للوطن ويجب ألا نختلف على هذا ، كما أشار مجاهد معلقا على موضوع المؤتمر قائلاً أن هناك فرقا كبيرا بين الثقافة وتجلياتها ودور المثقف لأن الدور أمر يخص البحث الاجتماعى لا الأدب والفن، وختم مجاهد كلمته مطالباً بضرورة وصول الأبحاث للسادة أعضاء المؤتمر وضيوفه بفترة قبل بدء الفعاليات لنعطى الفرصة الأكبر للتعامل مع القضايا التى ئثيرها المؤتمرات والاستفادة بها على نحو أفضل .

بعد ذلك ألقى السيد محافظ كفر الشيخ كلمة موجها الشكر للهيئة العامة لقصور الثقافة وللأباء الحضور مؤكدا أهمية الثقافة والفن فى التنمية الشاملة لمجتمع، وأبدى سعادته الشخصية.

وعن قضايا الواقع الراهن أكد سيادته ضرورة النظر بعين العدل التى عندما ترى المساوئ ترى أيضاً الإنجازات الإيجابية ولا تحكم على نحو ما نرى فى الفضائيات التى لا ترى غير الواقع السيئ مشيعة جوا من الإحباط واليأس دون أن تشير إلى بارقة الأمل الموجودة بالفعل والتى تحاول أن تنهض بالمجتمع فى ظل الظروف الشديدة الحالية.

وفي الجلسة الختامية يوم 30 يوليو أعلنت توصيات المؤتمر التي بدأت بنعي الشاعر المصري الكبير محمد عفيفي مطر الذي رحل عن عالمنا يوم الاثنين 28 يوليو 2010 بعد صراع مع المرض أسكنه مستشفى منوف العام بمحافظة المنوفية قبل أن ينتهي به بالوفاة ، رحم الله الشاعر الكبير ومنح أهله وأسرة الشعر العربي الصبر والسلوان.

كما طالبت التوصيات بإعداد احتفالية كبرى للاحتفال بسبعينية كل من الشاعر الكبير محمد الشهاوى والروائى القدير فؤاد حجازي على نحو يتناسب وعطاءات الرجلين للابداع المصرى والعربى.

ومن الجدير بالذكر أنه جارى بالفعل تجهيز الأعمال الكاملة للشهاوى لإصدارها فى سلسلة الأعمال الكاملة التى تصدر ضمن مشروع النشر بهيئة قصور الثقافة.


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر