مؤتمر إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي الحادي عشر وكلمات الافتتاح

 إجلال هاشم "رئيسة الإقليم": يمثل المؤتمر الإقليمي الأدبي الحادي عشر، لمنطقة غرب ووسط الدلتا برلمانا ثقافيا ومنبرا لإلقاء الضوء على إبداعات هذا الإقليم بوصفه كاشفا عن خصوصيته الأدبية في علاقتها بالخصوصية البيئية والاجتماعية كمحاولة لتلمس مواطن القوة والتجديد والابتكار، ليظل هذا المؤتمر دافعا للحركة الأدبية ومنقبا عن كنوز الإبداع والرؤى المتجددة وحاضنا للمواهب الشابة الواعدة والتي تم اختيار مجموعة منها للمرة الأولى، في مؤتمرنا هذا العام، لتمثل الفروع الثقافية بالإقليم، للحضور والمشاركة والتواصل بين الأجيال تعبيرا عن حقيقة الحياة الزاخرة بالعطاء الأدبي إبداعا وتذوقا ونقدا .

ستظل أبحاث هذا المؤتمر تمثل عصارة فكر مجموعة من المفكرين والباحثين للحفاظ على تراثنا الشعري الذي هو جزء من تراثنا القومي ، والتعرف على أنظمة الفكر الجديدة التي تبصرنا بالعلامات المضيئة في مسيرة الإبداع والتنوير.

باسم كل أدباء الإقليم نعلن التأييد الكامل للطليعة المثقفة بمصر للوقوف ضد الهجمة الضارية على حرية الإبداع وضد التنكيل بالثقافة والمثقفين، وضد وصاية الأوصياء الذين يستغلون الدين والقانون لخداع الناس .

كل الشكر والتقدير للسيد اللواء أركان حرب / أحمد حسين، محافظ مطروح على الدعم والمساندة، إيمانا بأن الثقافة عنصر رئيسي من عناصر التنمية الشاملة .

كل الشكر والتقدير للسيد الأستاذ الدكتور أحمد مجاهد ، رئيس الهيئة ، قائد مسيرة التطوير والتحديث إيمانا بأن الثقافة هي مصر التي تتقدم بتقدم الثقافة وتتراجع بتراجعها.

كل الشكر والتقدير للسادة الباحثين وأعضاء أمانة المؤتمر والسادة الزملاء من كتيبة العمل بالإقليم وفرع ثقافة مطروح، وكل الرقي والازدهار للثقافة المصرية.

إجلال هاشم

رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشعر والتحديات المعاصرة

أحمد شلبي "أمين المؤتمر" : من المؤكد أن الشعر تحيط به تحديات كثيرة وخطيرة، منها ما يخص فن الشعر ذاته، ومنها ما يتعلق بالمناخ العام – محليا – عربيا – عالميا ـ فى تعقيداته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وما لها من آثار نفسية وسلوكية وفكرية على الإنسان عامة، والإنسان المبدع خاصة، فهذا المناخ هو الدافع الظاهر والخفي ـ فى آنٍ ـ للتعبير عن الذات والجماعة.

وهو الهم الفردي والجمعي معا. وهو الدائرة التى تتسع وتضيق حسب قطرالحرية، وبالتالي المساحة المتاحة للانطلاق أو التقيُّد – بطبيعة السلطة الرسمية أو الشعبية أو الدينية أوالذاتية الكامنة داخل المبدع – التى تتأثر بلا شك – بكل ما يحيط بها.

إن العالم تداخلت مجتمعاته، وضاقت حدوده على المستوى الإعلامى والاتصالي، لكن- مع ذلك – تباعدت ثقافاته وأيديولوجياته المتأثرة بتوجهات سياسية أو دينية.. يغلب عليها عنصر التعصب والكراهية..

لقد وجد المبدع – والشاعر بخاصة – وجد نفسه فى بؤرة تتجاذبها أقطار عديدة، وصراعات عنيفة، ... ويرى الشاعر العربى أنه صوت للطرف الأضعف فى الصراع العالمي....ويرى الشاعر المصرى أنه صوت لشعب تحمّل الضعف العربىّ بالإضافة إلى همومه الخاصة "

فى أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية، كمشكلات التطرف والديمقراطية والبطالة ورغيف الخبز والطبقية اللاعادلة، والتطبيع والفساد، والمستقبل الغامض الذى يشي به الحاضر المتهاوي.....

هذا بالإضافة إلى المنعطف الفني الذى يمر به فن الشعر، حيث الصراع – الذى لاتقبل أطرافه التجاور.

لأن الظروف جميعها ساهمت فى التعصب، سواء كان الصراع صراع أجيال، أو صراعا شكليا – تقليديا أم تفعيليا أم قصيدة نثر.... كل طرف من أطراف الصراع يرى موقفه كما عبّر أبوالعلاء :

هــــذا بــناقـــــوس يــــــــــــدق
كـــــــــل يعــــــــــــزز دينـــــه

وذا بمئذنـــــــــــة يصيـــــــــــح
ياليت شعــــري : مـــا الصحيح

هذه التحديات المطروحة هى محاور هذا المؤتمر بأبحاثه ومائدته المستديرة وشهاداته، هذا التجمع الذى يشارك فيها نخبة من كبار المفكرين والباحثين والشعراء، تحت رعاية كريمة للسيد اللواء / أحمد حسين محافظ مرسى مطروح والسيد الأستاذ الدكتور / أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصورالثقافة مع التقدير والشكر للسيدة / إجلال هاشم – رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي – ومعاونيها فى الإقليم، وفرع ثقافة مطروح.

كما أحيى الأساتذة أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر، ورئيس المؤتمر الشاعر/ إسماعيل عقاب .

أحمد شلبي

أمين عام المؤتمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فعل الشعر والأزمة

إسماعيل عُقاب "رئيس المؤتمر" : الشعر فعل يستهدف شعور ووجدان المتلقي والقصيدة التي أنتجتها تجربة تقوم على الصدق الموضوعي والفني فإنها تضع المتلقي في حالة شعورية ما.... بهجة تفاؤل، حزن، أسى، رفض، تمرد، شوق.... إلخ ، وقد يظل أثرها مجرد شعور لفترة ما وقد يتحول هذا الشعور إلى سلوك من أي نوع وبذلك تكون القصيدة قد حققت المستهدف... والشعر يصل إلى المتلقي مكتوباً. وحاسة التلقي العين أو منطوقا ً وحاسة التلقي الأذن، ولو أمكن إدخال عناصر أخرى تزيد من شحنة التأثير كالأداء الصوتي الجميل والأداء الحركي.

وإذا تحولت القصيدة إلى عمل فني مركب يجعل الفن التشكيلي والموسيقى إطارا ً لها كما يحدث في المسرح أو من خلال وسائل الأعلام المرئية فإن التأثير على مجمل عناصر الشعور يتحقق وبصورة مكثفة وخلال رحلة التلقي للقصيدة وصولا ًإلي عصرنا الحالي بدأت أنواع أخرى من الأدب والفنون تنازع القصيدة على شعور المتلقي، بدأت القصة القصيرة من حيث الموضوع تتحول عن الحكى والاهتمام بعناصر الزمن والمكان والشخوص إلي حالة شعورية محضة تعتمد على تكثيف اللغة وشحن مفرداتها بالإيحاءات والدلالات والصور الفنية المتنوعة بالاضافة إلى خلق إيقاع موسيقي ينتجه تجانس الألفاظ والإيقاع الصوتي للحروف وحروف المد... إلخ حسب قدرات المبدع الفنية.. أقول هذا النوع من الكتابة بدأ يزاحم القصيدة في ساحة الشعور كما أن الصورة الحية للأحداث التي يتلقاها المشاهد عبر الفضائيات وشبكات الإنترنت أصبحت قادرة على الهيمنة والتأثير السريع والعميق على مشاعر المتلقي مما وضع القصيدة في مأزق لابد أن يعاني منه الشعراء الحقيقيين ويدفعهم للبحث عن حلول فنية وسريعه وبخاصة البحث عن معالجة فنية مبتكرة ومدهشة ومؤثرة للموضوع الشعري بحيث تغاير تأثير الصورة الصادرة عبر الفضائيات وشبكات الإنترنت وبالتالي نستطيع أن نقول أن هناك مجموعة من المستجدات المعاصرة حاصرت القصيدة ووضعتها في مأزق بالشكل الذي يمكننا أن نقول بصدق أن الشعر يمر بأزمة هذه المستجدات نستطيع رصد بعضها :

1- القصيدة الحداثية التي أهدرت قواعد اللغة وهدمت موسيقى الشعر الموروثة والتي ارتبطت بذائقة المتلقي بالإضافة إلى الموضوعات الشعرية التي تنفر المتلقي والتي تتعمد التطاول على المقدسات ووضع المقدس في المدنس وإباحة كل شئ والحديث المباشر عن الجنس.

2- مزاحمة القصة القصيرة الحديثة للقصيدة في ساحة الشعور والتي وصلت إلى درجه عالية من الشاعرية.

3- ظهور وسائل أخرى حديثة تحاول الهيمنة ووجدان المتلقي تتميز بالسرعة والصدق واعتماد عناصر فنية جديدة مؤثرة وهي كما ذكرنا الصورة التي تلتقطها الفضائيات والمنقولة عبر الشبكات الالكترونية وسأضرب مثلا ً بسيطا ً...كلنا يذكر محمد الدرة الطفل الفلسطيني التي اغتالته رصاصات الصهاينة. لقد كتبت عنه عشرات القصائد وقد قامت مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري بطبع هذه القصائد في مجلدين كبيرين بعنوان ديوان محمد الدرة.

وإذا ما قرأنا هذه القصائد كلها ورصدنا أثرها على شعور ووجدان المتلقي، وقارنا هذا الأثر بالأثر الذي تحدثه الصورة التي نقلتها الفضائيات لحظات إطلاق النار عليه وهو مختبئ في حضن والده، وانتقال كاميرا المصور التلفزيوني بين فوهة الرشاش الإسرائيلي واحتضان الوالد لابنه والرصاص ينهمر عليهما إلى أن انتهى المشهد بالرصاصة الأخيرة التي أردته قتيلاً على صدر والده، سنجد أن تأثير الصورة يتجاوز بكثير تأثير الحديث الشعري عن هذا الحادث ومما يجعل الشعراء يجتهدون في البحث عن القصيدة التي عولج فيها الموضوع فنيا ً بشكل يجعل تأثيرها على شعور المتلقي يتجاوز تأثير هذه الصورة.

4-عدم قدرة الشعراء أنفسهم على تقديم القصيدة التي يتجاوز تأثيرها المستجدات المعاصرة، وتجذب وتغري المتلقي، إما لعدم محاولة الشعراء وشعورهم بالإحباط واستسلامهم للواقع المعاصر، أو لعدم توفر القدرات الفنية لدى البعض.

وفي النهاية لايمكننا أن ننكر أن القصيدة تمر بأزمة حقيقية ولابد أن ننتبه إلى ذلك فالقصيدة المعاصرة تواجه تحديات عنيفة استفحلت وستتكالب على دور القصيدة وتفقدها تأثيرها على شعور ووجدان المتلقي.

إسماعيل عقاب

" رئيس المؤتمر "


 



رجوع للصحفة الرئيسية   |  الذهاب لأرشيف الأخبار  

الصفحة ارئيسية   أرشيف الأخبار   اشترك في القائمة البريدية   دفـتر الـــزوار
الــدورة الحـالية   خريطة الموقع   اجـعلنا صفحـتك الرئيســية   وسائل الاتصال
هذا الموقع من تصميم وتطوير مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر