قبيل افتتاح مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، اصطحبني الصديق الفنان الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والفنان هشام عطوة نائب رئيس الهيئة، للاطمئنان على تجهيزات قصر ثقافة شرم الشيخ الذي سيستقبل حفل الافتتاح ومن بعده عروض المهرجان. وهناك كانت المفاجأة، فها أنا أمام قصر ثقافة جديد، يتميز من الخارج بأناقة تليق بالمدينة الجميلة التي تحتضنه، وفي الداخل قاعات عدة تتناثر حول القاعة الأهم والأكبر (قاعة المسرح) لتلبي احتياجات الرواد كبارا وصغارا، مكتبة، معمل للتدريب على الكمبيوتر، قاعات للتدريب المسرحي، قاعة للمحاضرات.كنت أتجول بين أروقة القصر مبهورا، أستمع للدكتور عواض يشرح لي بفخر وسعادة كيف كان هذا المكان ويا للعجب أحد القلاع (التي كانت حصينة) للعدو. وها هي تتحول بأيادي جنود آخرين إلى صرح ذي معنى ودلالة، إلى بؤرة تثقيف وإبداع، إلى منارة تؤكد للعدو أن هذا الشعب أقسى وأشد من أن يلين أو ينهزم.وكم كان فخري وأنا أتولى المهمة نفسها طوال أيام المهرجان، متطوعا بالشرح للضيوف العرب والأجانب مرددا ما علمته من تفاصيل عن هذا الصرح الجديد، مؤكدا على المعنى والدلالة التي يحملها اختيار هذا المكان تحديدا ليصبح هو المنارة الثقافية والفنية لمدينة شرم الشيخ.أن يُشيد قصر ثقافة في مدينة الجمال شرم الشيخ، هو حدث في حد ذاته يستحق الفرح والاحتفاء. وأن تعلم تاريخ المكان وتستعيد معه تاريخ أشرف معارك الوطن، سيتحول فرحك إلى فخر واعتزاز، وستوقن أن على هذه الأرض رجال ما زالوا يؤمنون بأنه لن يصح إلا الصحيح. فها هو اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، يكرر في حفلي الافتتاح والختام تاريخ هذا الصرح بعبارات الفخر والتقدير، ولا ينسى أن يؤكد على أن (هذا المكان الذي يحتضنكم الآن كان قد بنته أيادٍ قذرة، لكننا وبالتعاون مع وزارة الثقافة نظفناه من الدنس وحولناه إلى طاقة نور وتنوير).قصر ثقافة شرم الشيخ منح مهرجان المسرح الشبابي مذاقا خاصا، فها هو المهرجان يمتلك الآن مكانا لائقا لعروضه، بعد أن كان يجتهد مسئولوه في تجهيز قاعة فندق تستقبل عروضا تضطر إلى التنازل عن كثير من عناصرها التشكيلية لتتواءم والقاعة غير اللائقة. فشكرا كل الشكر لوزيرة الثقافة ولرئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والشكر كل الشكر لمحافظ جنوب سيناء الواعي بدور الفن والثقافة، وهنيئا لأهالي وضيوف شرم الشيخ بهذا الصرح الجديد.